لندن، ستراسبورغ - "الحياة"، أ ف ب - طعنت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان في لندن بقرار وزير الداخلية البريطاني جاك سترو الافراج عن الرئيس التشيلي السابق الجنرال اوغوستو بينوشيه. وأخر ذلك خططاً لسلاح الجو التشيلي لنقل بينوشيه الى بلاده خلال الساعات ال 48 المقبلة. وباتت مغادرته لندن غير متوقعة الاسبوع الحالي. وفي المقابل، رفضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ محاولة لمنع الرئيس التشيلي السابق الجنرال اوغوستو بينوشيه من العودة الى بلاده، قام بها مدعون بصفتهم الشخصية. وانتظر سلاح الجو التشيلي اشارة من الحكومة لارسال طائرة تعيد الجنرال الى بلاده بعدما اعطته وزارة الدفاع البريطانية ضوءاً اخضر لذلك. لكن اقدام المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان على الطعن بقرار سترو، جعل الحكومة البريطانية تتريث في الافراج عن بينوشيه. وأوضحت مصادر الاخيرة ان قرار وزير الداخلية البريطاني عدم اهلية الجنرال للمثول امام القضاء لأسباب صحية، اصبح معلقاً في انتظار صدور حكم قضائي يبطل الطعن. وفي غضون ذلك، رفضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ طلب عائلات ضحايا اوغوستو بينوشيه الاسبان، منع الافراج عن الجنرال التشيلي. وكان الاشخاص السبعة الذين قدموا الطلب ويقيمون جميعا في اسبانيا طلبوا من المحكمة ان توصي الحكومة البريطانية باتخاذ اجراءات لمنع الافراج عن بينوشيه. وعانى هؤلاء أو أقارب لهم في عهد بينوشيه، بين عامي 1973 و1990. وفي حال عودة بينوشيه الى بلاده، سيجد فيها رئيساً اشتراكياً للمرة الاولى منذ عهد سلفادور اللندي قبل ثلاثين عاماً. وهذا الرئيس هو ريكاردو لاغوس العدو السابق للجنرال بينوشيه الذي فاز في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الاحد. وكان لاغوس 61 عاماً هزم مرشح اليمين جواكين لافين، ما اتاح للائتلاف الحكومي اليسار - الوسط الاحتفاظ بالسلطة التي يمسك بزمامها منذ انتهاء عهد بينوشيه قبل عشر سنوات. وحصل لاغوس مرشح حركة التشاور الديموقراطي الحاكمة، على 32،51 في المئة من الاصوات في مقابل 68،48 في المئة لمنافسه لافين. ولوحظ ان انصار لاغوس استغلوا خطاباً القاه بعد فوزه، ليرددوا هتافات مطالبين بمحاكمة بينوشيه. ورد لاغوس: "المحاكم هي التي تعالج القضايا وسأعمل على فرض احترام قرارات المحاكم". وتحدث عن "الالام المتبقية من القرن المنتهي"، مؤكداً أنه سيدافع عن حقوق الانسان. وقال: "لن انسى الماضي لكن عيني على المستقبل".