سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسبانيا تحترم قرار بريطانيا الافراج عن الجنرال لاسباب صحية ... والمناهضون له غاضبون . الحزب الحاكم في تشيلي يدعو الى محاكمة بينوشيه في سانتياغو بعد عودته من لندن
} أثار اعلان الحكومة البريطانية مساء الثلثاء استعدادها للافراج عن الجنرال اوغوستو بينوشيه الذي يخضع للاقامة الجبرية منذ حوالي 15 شهراً، غضب المعارضين للديكتاتور السابق وارتياح مؤيديه. لندن - "الحياة"، أ ف ب - كان لاعلان قرار وزير الداخلية البريطاني جاك سترو وقعاً كبيراً في سانتياغو قبل خمسة ايام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، اذ تلقاه مؤيدو بينوشيه بفرح ومعارضوه باستياء كبير. اما الحكومة التشيلية، فعبرت في بيان لوزارة الخارجية، عن ارتياحها الى القرار. واعلنت اسبانيا انها تحترم قرار الحكومة البريطانية، فيما فضّلت بلجيكا المطالبة ايضاً باسترداد بينوشيه انتظار القرار النهائي. ورأى الزعيم الاشتراكي ريكاردو لاغوس، مرشح حركة "التشاور الديموقراطي" الحاكمة للدورة الثانية للاقتراع الرئاسي التي ستجرى الاحد، انه يجب محاكمة بينوشيه في تشيلي اذا كانت بريطانيا تريد فعلاً الافراج عنه. من جهتها، عبرت منظمة "أقرباء السجناء السياسيين" الذي أعدموا في عهد نظام بينوشيه العسكري 1973-1990 عن "استيائها" من قرار الحكومة البريطانية، مؤكدة "شعورها بخيبة امل كبيرة امام احتمال عودة بينوشيه الى تشيلي وعدم محاكمته للاسباب الانسانية التي ذكرتها الحكومة البريطانية". اما مؤيديو الجنرال بينوشيه، فعبروا عن فرحهم. وتجمع عدد منهم في مقر "مؤسسة اوغوستو بينوشيه" للاحتفال بالحدث. وفي لندن، رحبت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر بقرار سترو. وقالت "أثق بحكم وزير الداخلية. انه رجل عادل جداً". لكن معارضي الديكتاتور السابق لم يخفوا غضبهم. ورأت مديرة مؤسسة ضحايا التعذيب هيلين بامبر ان قرار سترو "يجب ان يعرض لمناقشة قضائية جديدة". واضافت "لا شيء يمكن ان يزيل الألم الجسدي والمعنوي الذي يعاني منه التشيليون الذين تعرضوا للتعذيب في عهد بينوشيه". واشار كارلوس رييس الناطق باسم التشيليين في المنفى الى "هول الصدمة" التي يشعر بها هؤلاء التشيليون. وقال متحدث باسم منظمة العفو الدولية ان المنظمة ستدرس بيان وزارة الداخلية البريطانية، لكنه اعترف بأنه من حق اي شخص ان يكون متمتعا بصحة جيدة ليمثل امام محكمة. وقال نائب مدير عام منظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روت ان المنظمة تعتزم دراسة الفحوص الطبية التي اجريت لبينوشيه الاربعاء الماضي من اطباء مكلفين من الدولة. وساد الجناح اليساري لحزب العمال البريطاني شعور بالمرارة. وقالت ديان ابوت "انه قرار مروع والرأي العام البريطاني سيصدر رد فعل حاد". اما جيريمي كوربين فعبر عن استغرابه هذا القرار، قائلا "اعتقد انه يجب عدم أخذ السن في الاعتبار. لقد تمت محاكمة مجرمي الحرب النازيين أياً كان سنهم فلماذا لا ينطبق ذلك على بينوشيه؟". وفي مدريد اكدت وزارة الخارجية في بيان ان الحكومة الاسبانية "احترمت بشكل كامل" القرارات القضائية المتعلقة ببينوشيه و"تعتزم احترام قرارات الحكومة البريطانية". وقال المحامي الارجنتيني كارلوس سليبوي بعد تلميح وزارة الداخلية البريطانية الى الافراج عن بينوشيه لأسباب صحية "انه قرار سياسي اتخذ على حساب العدالة". واوضح المحامي الذي كان وراء قرار القاضي الاسباني بلتسار غارثون اصدار مذكرة توقيف دولية بحق بينوشيه في خريف 1998 ان "اطلاق سراحه سيحقق له الافلات من العقاب ويترك الجرائم التي ارتكبها خلال فترة حكمه بين 1973 و 1989 من دون معاقبة". وفي باريس طلبت محامية الضحايا الفرنسيين الذين فقدوا في تشيلي والارجنتين صوفي تونون ويسفريد من الحكومة الفرنسية "معارضة" الافراج عن بينوشيه، مذكّرة بأن فرنسا طالبت ايضاً بتسليمها الديكتاتور السابق. وقالت ان "اجراءات عاجلة ستتخذ في محكمة ستراسبورغ الاوروبية من اجل مواصلة احتجاز بينوشيه"، في محاولة لمنع اعادته الى تشيلي.