أعربت الاذاعة الرسمية الايرانية، أمس، عن قلق من احتمال تعرض ايران لهجمات اسرائيلية من الأراضي التركية. وتزامن ذلك مع زيارة رسمية بدأها وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس لتركيا، وجاء فيه أيضاً ان "الجيش الصهيوني يستفيد من الأراضي التركية للإخلال بالأمن واشاعة الاضطراب في المنطقة". وأضافت: "من الطبيعي لايران ان تطلب ضمانات من تركيا بألا تستفيد اسرائيل من الأراضي التركية لمهاجمة الدول الاسلامية المجاورة". وتابعت انه "على رغم ان المنطق يدعم قلقنا فقد رفضت تركيا اعادة النظر في تعاونها" مع اسرائيل. ويعتبر التعاون العسكري التركي - الاسرائيلي احد عوامل القلق الايراني حيال تركيا، خصوصاً ان فتح الأجواء التركية أمام الطائرات الحربية الاسرائيلية يُسهل أي عملية رصدٍ أو استهداف للأراضي الايرانية أو لمواقع محددة فيها. وأشارت الاذاعة الايرانية الى ان وزير الخارجية سيطالب المسؤولين الأتراك بتعهد بعدم استخدام أراضيهم لمهاجمة ايران. وفي ظل العداء المستحكم بين ايران واسرائيل، تتردد بين الحين والآخر "سيناريوات" لهجمات اسرائيلية محتملة ضد بعض الأهداف الايرانية ومنها محطة بوشهر النووية التي تتولى روسيا انشاءها، وتقول موسكووطهران انها للاستخدام السلمي. وشدد خرازي لدى وصوله الى تركيا على تحسين العلاقات بين البلدين، فيما أبدى الجانب التركي اهتماماً وترحيباً شديدين بالوفد الايراني وكان وزير الخارجية التركي اسماعيل جم في استقبال نظيره الايراني في المطار، واصطحبه لتناول الغداء في منزله الخاص. وقد عكس ذلك رغبة انقرة في تحسين علاقاتها مع طهران خصوصاً بعدما أشارت مصادر الخارجية التركية الى ان تصريحات رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد التي اتهمت طهران بدعم حزب العمال الكردستاني كانت شخصية وليس للخارجية التركية أي طرف فيها. كما لم يشدد الجانب التركي كثيراً على قضية حزب العمال الكردستاني واكتفى بتأكيد على ضرورة استمرار عمل اللجنة الأمنية المشتركة. في المقابل شدد الجانب الايراني على عدم ارتياحه الى العلاقات التركية - الاسرائيلية خصوصاً على الصعيد العسكري ودعا الجانب التركي طهران الى التزام موقف أكثر ليونة من عملية السلام في الشرق الأوسط. وخلال لقاء خرازي مع الرئيس سليمان ديمريل عرض الأخير فكرة انشاء مجموعة دول القوقاز على شاكلة مجموعة دول البلقان داعياً طهران للانضمام اليها لتعزيز استقلال جمهوريات القوقاز ورفع الوصاية الروسية عنها. وسيوقع الجانبان اليوم اتفاق تعاون وتنسيق سياسي بين وزارتي خارجيتي البلدين لاستمرار الحوار والتنسيق بينهما في القضايا الاقليمية، كما سيلتقي خرازي غداً مجموعة اقتصادية تركية ورجال أعمال للبحث في مجالات التعاون الاقتصادي، اذ صرح قائلاً انه يؤمن بأن بين تركياوايران العديد من مجالات التعاون وعلى رأسها التعاون الاقتصادي.