} اعتبرت موسكو اعتراف حركة "طالبان" بحكومة غروزني تدخلاً في الشؤون الداخلية لروسيا. وهددت باتخاذ اجراءات جوابية. واكد ل"الحياة" مصدر ديبلوماسي ان القيادة الروسية تخشى "تفاعلاً متسلسلاًَ"، فيما طلب الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين من وفد المجلس الأوروبي "تفهم" موقف بلاده. واعرب مسؤولون كبار عن "استغرابهم" لاعلان رئيس الوفد احتمال وقف عضوية روسيا في الهيئة الأوروبية. قابلت موسكو باستياء وقلق الانباء عن نجاح وفد شيشاني بقيادة سليم خان ياندربييف الذي كان تولى مهام الرئاسة الشيشانية اثر مصرع الجنرال جوهر دودايف عام 1996، في الزيارة التي قام بها الى لافغانستان، بحصوله على أول اعتراف رسمي بالحكومة الشيشانية في غروزني. وأعلن ناطق باسم الرئيس اصلان مسخادوف انه سيعين قريباً سفيراً في كابول، وتوقع ان يتم اختياره من بين وزراء شيشانيين موجودين حالياً في الخارج. واثر اجتماع مع رئيس الدولة بالوكالة فلاديمير بوتين، ذكر وزير الخارجية ايغور ايفانوف انه لا يستبعد اتخاذ "اجراءات سريعة" مذكراً بأن موسكو لا تقيم علاقات رسمية مع "طالبان" وانها ما زالت تعترف بحكومة برهان الدين رباني. الا ان وكالة "انترفاكس" نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية ان روسيا قد تدعو الى تشديد العقوبات الدولية ضد "طالبان". وألمح الى انها سوف تعرض اقتراحات في هذا الشأن على اجتماع "6"2" الذي تحضره الولاياتالمتحدةوروسيا اضافة الى الدول الست المجاورة لافغانستان ويعقد في نيويورك قريباً. واعتبر الناطق اعتراف "طالبان" بحكومة غروزني تدخلاً سافراً في شؤون روسيا ودليلاً على نية الحركة رفض مطالب الأسرة الدولية في شأن الامتناع عن دعم الارهاب. وفي الوقت نفسه، اكد مدير العلاقات الدولية في وزارة الدفاع ليونيد ايفاشوف ان الاعتراف لن يؤثر في سير العمليات الحربية، واضاف ان "هيكلاً ارهابياً اعترف بهيكل ارهابي آخر". وأبلغ الى "الحياة" ديبلوماسي روسي ان موسكو تخشى ان يكون اعتراف "طالبان" بمثابة "جس نبض يعقبه تفاعل متسلسل" وتوقع ان تكون جورجيا وتركيا وباكستان بين الدول التي ستنظر لاحقاً في الاعتراف بحكومة غروزني اذا استمرت الحملة القوقازية. واضاف الديبلوماسي ان روسيا تبذل جهوداً حثيثة لمنع مثل هذا التطور من خلال مباحثات تجريها مع وفد منظمة المؤتمر الاسلامي الذي وصل الى موسكو امس الاثنين برئاسة وكيل الخارجية الايرانية محمد ظريف. أوروبا الى جانب دول الجنوب والشرق المستاءة من استمرار الحرب، تواجه روسيا استنكاراً أوروبياً واسعاً لحملتها القوقازية. ولم تخف موسكو انزعاجها لإعلان اللورد راسل جونستون رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، احتمال وقف عضوية روسيا في الجمعية بسبب الحرب. واعرب رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ الروسي ايغور سترويف الذي اجتمع الى راسل امس، عن "استغرابه" هذا التصريح، فيما ذكر زميله رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف ان الجمعية البرلمانية "لم تعرب عن قلقها" حينما قام حلف الاطلسي بقصف كوسوفو. واجرى الوفد الأوروبي محادثات مطولة دامت اكثر من ساعتين مع فلاديمير بوتين الذي رافقه وزراء الخارجية والداخلية والطوارئ. واكد الرئيس بالوكالة انه يفهم قلق الرأي العام العالمي لكنه يطلب من الأسرة الدولية ان "تتفهم" موقف موسكو انطلاقاً من الحقائق وليس من "الدعاية". ولجمع هذه الحقائق سيزور الوفد الأوروبي "المناطق المحررة" في الشيشان والجمهوريات المجاورة لها ثم يقدم مطالعة عن نتائج زيارته الى الجمعية البرلمانية عند اجتماعها في ستراسبورغ أواخر الشهر الجاري. وعلى الصعيد الميداني، واصلت القوات الروسية قصف أحياء غروزني بالطيران والمدفعية، وتوقع نائب القائد العام لقوات القوقاز الجنرال غينادي تروشيف "تغييرات جدية" في اسلوب ادارة العمليات. وذكر ان الروس بدأوا فعلاً الانتقال الى "الطور الحاسم" الذي توقع ان يتكلل باحتلال العاصمة الشيشانية. واعترف بوجود "كارثة بيئية"، قال ان من أسبابها اشعال النيران في حاويات تضم مواد كيماوية، اضافة الى نيران الحرائق التي تلتهم المدينة وتمنع تقدم القوات الروسية موقتاً. ولكن جنرالاً آخر هو الكسندر روتسكوي نائب الرئيس الروسي سابقاً ومحافظ مقاطعة كورسك حالياً، دعا الى "مزيد من البطش" وطالب باتباع "سياسة الأرض المحروقة لكي تتحول غروزني والشيشان كلها الى صحراء في غضون اسبوع". ودعا هذا الطيار السابق الى "تغطية كل غروزني بوابل من جميع أنواع الأسلحة". ودعا روتسكوي الذي يعد من أبرز قادة اللجنة الانتخابية لبوتين الى "اتباع سياسة صارمة" من دون الالتفات الى "الجدل الديماغوجي السياسي في الداخل والخارج".