ابدت مصادر مغربية ارتياحها لقرار ابعاد "الجمهورية الصحراوية" عن المشاركة في القمة الافرو - أوروبية في القاهرة. وقالت ل"الحياة" امس ان المغرب - على رغم انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية منذ 1984 وكأنه لم يعد معنياً بالتطورات التي تحصل داخلها - فإنه "يدعم أي توجه يكفل حل قضية الصحراء في نطاق الاممالمتحدة". وأضافت ان الإبقاء على اعتراف المنظمة الافريقية ب"الجمهورية الصحراوية" يتناقض مع الالتزامات المبدئية التي تقضي بربط الاعتراف بنتيجة الاستفتاء". ورأت المصادر ان الموقف الأوروبي الذي ضغط لحصر حضور القمة بالدول التي تعترف بها الاممالمتحدة يُعتبر انصافاً للمغرب. وكشفت ان عواصم افريقية عدة مارست بدورها ضغوطاً من أجل عقد القمة الافرو - أوروبية، وتمنت على الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي يرأس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية، البحث عن حل وفاقي لعدم اضاعة فرصة حضور المغرب الاجتماع الافريقي - الأوروبي. ورفضت المصادر المغربية التعليق على قرار جبهة "بوليساريو" السبت التغيب عن قمة القاهرة، وقالت ان "ذلك شأنها". وكانت عشر عواصم افريقية على الأقل علقت في العامين الأخيرين اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية"، في حين فشلت محاولات لإصدار قرار بهذا المعنى من منظمة الوحدة الافريقية في مؤتمريها الأخيرين. لكن مراقبين توقعوا ان تفسح التطورات الأخيرة أمام معاودة الدفء الى العلاقات بين المغرب والجزائر، خصوصاً ان بوتفليقة تحدث عن التزام بلاده دعم خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة وتنفيذ اتفاقات هيوستن التي رعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر من دون ان يقرن ذلك بالاستقلال، كما في المواقف السابقة للجزائر. وتوقعت أوساط ديبلوماسية عربية، في غضون ذلك، ان يفسح الموقف الجديد في المجال أمام معاودة الحوار العربي - الافريقي الذي أرجئ مرات عدة بسبب خلافات على موقف منظمة الوحدة الافريقية من جبهة "بوليساريو". وقالت هذه المصادر ل"الحياة" ان حرص بوتفليقة على اطلاع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عزالدين العراقي، على غياب "الجمهورية الصحراوية" عن قمة القاهرة يشير الى حدوث تطور في هذا النطاق. الى ذلك، اكدت مصادر مغربية حصول اتصالات بين وزير الداخلية المغربي السيد أحمد الميداوي ونظيره الجزائري يزيد زرهوني في اليومين الأخيرين. وقالت ان الطرف المغربي ابدى حرصه على المشاركة في مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي تستضيفه الجزائر في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. ويتوقع ان يكون حضور المغرب فرصة مواتية للبحث في الملفات الأمنية العالقة بين البلدين، وفي مقدمها قضايا الحدود وتخفيف الاجراءات أمام تنقل الاشخاص وقضايا عالقة ترتبط بأوضاع رعايا البلدين.