على عكس مقتل جون كنيدي ومارتن لوثر كنغ، لم تعد الألغاز التي كانت تحيط بمقتل الزعيم الأميركي الأسود المسلم مالكولم اكس، كثيرة. فاليوم بات في حكم المؤكد ان الذين اطلقوا رصاصات الغدر على الزعيم الأسود كانوا اعضاء في تنظيم "أمة الاسلام" المتطرف الذي كان يتزعمه ايليا محمد، لكنهم تحركوا بدعم من مكتب التحقيقات الفيديرالي، الذي كان يخترق ذلك التنظيم في ذلك الحين. ولكن يبقى السؤال: لماذا جرى اغتيال مالكولم إكس، او الحاج مالك شهباز كما راح يسمي نفسه في أواخر سنواته؟ حدث الاغتيال يوم الحادي والعشرين من شهر شباط فبراير 1965، وذلك خلال اجتماع سياسي عام في منطقة هارلم بنيويورك، أمام مسمع ومرأى مئات الحاضرين ومن بينهم زوجة مالكولم إكس الحامل وابناؤه. ولقد أتت عملية الاغتيال بعد ذلك التغير الأساسي الذي طرأ على مسار مالكولم إكس النضالي، وقاده من التطرف والتعصب في الدفاع عن حقوق السود، الى درجة جعلته يواجه فاشية البيض بفاشية سوداء مضادة، وصولاً الى نوع من التوازن في مواقفه، حيث راح يطالب بالتقارب بين البيض والسود، وبالنضال الهادئ في سبيل الحصول على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. والحال ان مالكولم إكس، بعد أدائه فريضة الحج في مكة، وبعد جولة افريقية - اسلامية قادته الى مصر والى الجزائر، بات أميل الى القبول بأن العدو ليس الانسان الأبيض بالمطلق.