نظمت أمس مسيرة في واشنطن احتفالا بمرور اربعين عاما على القاء مارتن لوثر كنغ الزعيم الاسود المدافع عن الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة خطابه الشهير "لدي حلم".. وسط مشاركة آلاف الاشخاص من مئات المنظمات لاحياء المناسبة في وسط واشنطن.. ودعا تحالف من 100 مجموعة مكونة من دعاة حقوق الانسان والنشطاء المناوئين للحرب يوم الاربعاء الى تجديد التأييد للحقوق المدنية وحقوق المرأة في ذكرى الخطاب. وكان الخطاب الذي ألقاه القس مارتن لوثر كنغ امام حشد من 250 الف شخص عند النصب التذكاري للرئيس الامريكي الاسبق ابراهام لنكولن في واشنطن في 28 أغسطس 1963 نقطة تحول كبيرة في نضال الأمريكيين السود للحصول على قدر اكبر من الحقوق المدنية.. وفي ذلك الوقت كان يحظر على العديد من السود التصويت وقتل العديد لمحاولتهم الادلاء باصواتهم. ولم يكن يسمح للسود بارتياد المطاعم والفنادق واستخدام المراحيض التي كان يستخدمها البيض. وقال مارتن لوثر كنغ في خطابه "أحلم انه في يوم من الايام ستتحول ولاية، حتى كولاية الميسيسيبي الصحراوية التي تهيمن عليها حرارة الظلم والاضطهاد، الى واحة للحرية والعدالة". واضاف "أحلم بان يعيش اولادي الاربعة في يوم من الايام في بلد لا يحكم عليهم فيه بسبب لون بشرتهم ولكن لشخصياتهم".. ونال في وقت لاحق جائزة نوبل للسلام. ونظمت مسيرات وفعاليات سابقة لاحياء ذكرى الخطاب من بينها مسيرة جرت عام 1983 لاحياء الذكرى العشرين للخطاب شارك فيها 250 الف شخص كما جرت مسيرة اخرى عام 1993 شارك فيها 75 الف شخص، طبقا لاحصائيات صحيفة "واشنطن بوست". الا ان المسيرة التي جرت أمس السبت ضمت العديد من الشبان الى جانب عدد من زعماء حركة الحقوق المدنية الاصليين والمنظمات الدينية والسياسيين السود. وفي مؤتمر صحافي اعلن فيه عن تنظيم المسيرة، قال مارتن لوثر كنغ الثالث ابن المدافع التاريخي عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كنغ الذي قتل برصاص قناص في ابريل 1968 في ممفيس في تينيسي، ان حلم والده لم يتحقق.. واوضح ان "الفقر ازداد والتفرقة العنصرية لا تزال منتشرة بيننا (..) والافكار العسكرية هي النظام السائد حاليا". وقال مارتن الابن الذي شاركت والدته كوريتا سكوت كنغ كذلك في المسيرة، ان المسيرة قد تساعد في بدء حملة لتشجيع الناس على تسجيل اسمائهم كناخبين لاحداث تغيير في الانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2004. وقال القس وولتر فاونتروي (70 عاما) "ان هدفنا هو ان ندفع كل من يعتنق مبادئ مارتن لوثر كنغ لان يقدم له هدية في يوم ميلاده في 15 يناير 2004 بان يسجل اسمه للانتخاب".. وأضاف "نتوقع ان يسجل 15 مليون شخص جديد على الاقل اسماءهم كناخبين".. وقال مارتن لوثر كنغ في خطابه عام 1963 "قبل 100 عام وقع امريكي عظيم نقف الان في ظله اعلان التحرير. وجاء هذا الاعلان كشعاع عظيم من الامل لملايين العبيد الزنوج الذين عانوا من نيران الظلم". واضاف "لدي حلم بانه في يوم من الايام سيجلس ابناء العبيد السابقين مع ابناء مالكي العبيد السابقين معا على طاولة الاخوة في تلال جورجيا الحمراء". وأصبح خطاب كنغ شعارا للحملات المنادية بحقوق السود الا انه جعل من لوثر شخصية مكروهة بين اليمينيين المتطرفين والجماعات المنادية بتفوق البيض. وبعد وقت قصير من القاء الخطاب اصدر الكونغرس الامريكي قانونا يحظر فيه التدخل في حق السود في التصويت. الا ان العديد لا يمارسون حقهم في التصويت حاليا.. ويوجد حوالي 30 مليون أسود امريكي اي ما يساوي 12 في المائة من عدد السكان. وقال فاونتروي عن المرشحين المحتملين للرئاسة الامريكية قبيل الحملة الانتخابية والانتخابات التي ستجرى العام القادم، ان اسمي المرشحين "يجب ان لا يكونا على البطاقات الانتخابية في 2 نوفمبر 2004 اذا لم يتعهدا بانهاء هيمنة اليمين الابيض المتشدد"، وأضاف انه يرغب كذلك في انتهاء الفقر وعدم المساواة والغاء عقوبة الاعدام في الولاياتالمتحدة مضيفا ان الاوان "لتغيير السياسة العامة".. وقال "لقد نجحنا قبل 40 عاما عندما احتشد 250 الف شخص عند نصب لنكولن التذكاري للمطالبة بتغيير السياسة العامة ازاء ذوي الاصول الافريقية الذين كان يطلب منهم عدم الشرب من الاماكن التي يشرب منها البيض"، مضيفا "سننجح مرة اخرى". وقامت أرملة مارتن لوثر كنج كوريتا سكوت كنغ ليلة الجمعة بوضع لوحة تحيي ذكرى اغتيال زوجها في 4 أبريل 1968 الذي قتل برصاص رجل ابيض يدعى جيمس ايرل راي توفي في السجن عام 1998.