منذ اشهر تعصف بالحزب الديموقراطي المسيحي حزب المعارضة الرئيسي سلسلة فضائح مالية. وتتمثل في تلقي رشاوى وتبرعات وُضعت في حسابات سرية داخل وخارج البلاد. وخلال الاسابيع الماضية ثبت تورط عدد من زعماء الحزب وعلى رأسهم رئيسه السابق هيلموت كول والحالي فولفغانغ شويبلة. وتم الكشف عن فضيحة جديدة امس بطلها هذه المرة قيادة فرع الحزب السابقة في مقاطعة هسن، احد اهم المقاطعات الالمانية. وأعلن رئيس الفرع السابق مانفر كانتر ان الثمانينات شهدت تحويل 8 ملايين مارك الى حسابات سرية في سويسرا ولشتنشتاين. وفي التسعينات سحبت الملايين على اساس انها تركات موروثة وفقاً لوثائق مزورة. وتفيد المعطيات ان المبالغ استخدمت لتلميع صورة الحزب وتمويل حملات انتخابية غير نظيفة، من بينها الحملة الاخيرة التي فاز بها مرشح الحزب رولاند كوخ بمنصب رئيس وزراء المقاطعة. الفضيحة الجديدة فجرت سلسلة من ردود الفعل في الاوساط المحلية والفيديرالية. فقد طالب نائب رئيس فرع الحزب الديموقراطي الاجتماعي في المقاطعة المذكورة حزب المستشار الحالي غيرهارد شرودر باعادة الانتخابات هناك على اساس ان المسيحيين ربحوها بطريقة غير نظيفة. واعرب شرودر عن مخاوفه من تلويث سمعة التجربة الديموقراطية في البلاد، وطالب قادة الحزب الديموقراطي المسيحي بالاسراع في الكشف عن باقي الفضائح لان التأخير يضر بمصداقية الجميع. واعرب فولفغانغ شويبلة عن تأثره العميق بما جرى في هسن. وأضاف: "ان الرأي العام يرى اننا جادون في الكشف عن الفضائح من دون تردد". وفي محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه اعلن شويبلة عن تشكيل لجنة من ثلاثة اشخاص للمساعدة في اخراج الحزب من المستنقع الذي يتخبط فيه. غير ان المراقبين يشكون في نجاحها لأن هناك احتمالاً بالكشف عن مزيد من الفضائح التي قد تودي بما تبقى من سمعة الحزب.