برلين - د ب أ - تبادل المستشار الالماني غيرهارد شرويدر والمعارضة المحافظة في ألمانيا الاتهامات أمس خلال مناقشة الموازنة في البرلمان. وقال فولفغانغ شويبله زعيم التحالف المسيحي المعارض المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي مخاطباً المستشار "بعد سَيْرك المتعرج ووعودك التي لم تف بها والتصريحات الطنانة الجوفاء، لم يتبق أمامك الآن سوى معالجة الاخطاء التي ارتكبتها خلال الأشهر العشرة الاولى من وجودك في الحكم". ووصف شويبله خطط موازنة حكومة يسار الوسط لعام 2000 بأنها "خدعة". وأسرع شرويدر في الرد بحنق وقال إن شويبله ينتهج أسلوباً "غوغائياً تماماً" ويلفق "الاكاذيب". وفي معرض هجومه الحاد ندد شرويدر بتورط المعارضة في فضيحة مالية في ولاية بافاريا التي يحكمها المحافظون. وقال إن حكومته ورثت عبء ديون تقدر بحوالى 5.1 تريليون مارك 802 بليون دولار من حكومة المستشار الالماني السابق هيلموت كول التي ظلت تحكم ألمانيا من 1982 حتى 1998. وأضاف شرويدر "إننا ندفع 82 بليون مارك سنويا فوائد الديون. هذا هو السبب في الخفض الضروري المرير في الانفاق". وتنص الموازنة الفيديرالية للعام المقبل 2.478 بليون مارك 252 بليون دولار على إجراء خفض في الانفاق بمقدار 30 بليون مارك. وعلى رغم أن شرويدر خسر الغالبية في مجلس الولايات البوندسرات في البرلمان، فإن معظم الخفض في الانفاق لن يحتاج إلا الى موافقة مجلس النواب الذي يهيمن عليه الائتلاف الحاكم المؤلف من الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة شرويدر، وحزب الخضر. واتهم شويبله حكومة شرويدر بأنها هي التي زادت الانفاق بمقدار 30 بليون مارك عام 1999، في العام المالي الاول لها في السلطة مضيفا "ان ما يحدث الآن مجرد استقطاع جزء من هذا". واستغرب أن تنتقد المعارضة الآن سياسته التقشفية التي تحظى بإشادة البنك المركزي وغيره من المؤسسات المالية الدولية. وقال: "اننا أيضاً نسير على الطريق الصحيح بالنسبة الى خفض معدلات البطالة". ولكن شويبله استطرد قائلا أن الناخبين أدركوا ما تخطط له الحكومة وعليه فقد تخلت أعداد كبيرة منهم عن شرويدر. وكان الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة شرويدر هزم في الاسبوعين الماضيين في انتخابات ولاية تورنغن وسار، كما فقد الغالبية في ولاية براندنبورغ، ومني بهزيمة في الانتخابات المحلية في ولاية شمال الراين وستفاليا التي كانت معقله في غرب ألمانيا. وتظهر استطلاعات الرأي أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي سيُمنى بخسارة أيضاً في انتخابات ولاية سكسونيا التي تجري الاحد المقبل. وهاجم شويبله الحكومة متهماً إياها بفرض مزيد من المركزية الحكومية. وقال: "إذا كان هناك شيء واحد لا نفتقر إليه في ألمانيا فهو تدخل الدولة. إننا نريد مركزية أقل وبيروقراطية أقل وضرائب اقل للجميع". وحمل شويبله الحكومة المسؤولية عن إلغاء القوانين التي تم سنها في عهد حكومة كول وكانت عملية طرد العمال بموجبها أكثر سهولة. وأصبح من الصعب على الشركات طرد أي من العاملين في عهد شرويدر. وتقول نقابات العمال ان هذا الاجراء يحمي فرص العمل غير أن أرباب العمل يقولون انه يمنعهم من تعيين موظفين جدد ويجعل العاملين أكثر رغبة في العمل وقتا إضافيا. وقال شرويدر إن "مبدأ وظف ثم افصل ليس مبدأ صحيحا من الناحية الاجتماعية".