قال سفير سورية في ايران أحمد الحسن ان دمشق "لم تمارس أي ضغط" على "حزب الله" لخفض عملياته ضدّ قوات الاحتلال الاسرائيلي في جنوبلبنان. وأوضح ل"الحياة" "ان ذلك لم يحدث في الماضي، ولا أثناء المفاوضات الحالية بين سورية واسرائيل، ولن يحدث في المستقبل، لأن حزب الله حركة مستقلة، وهي تقوم بعملياتها إنطلاقاً من إيمانها بضرورة تحرير الارض من الاحتلال الصهيوني". واضاف "ان المقاومة الاسلامية في جنوبلبنان تستمد شرعيتها من وجود الاحتلال، وعندما تنسحب قوات الاحتلال من الاراضي المحتلة، فان حزب الله هو الذي يقرّر إتجاه استراتيجيته في العمل السياسي على الساحة اللبنانية". وعن طبيعة الدور السوري في تحديد طبيعة مصير "حزب الله" قال السفير الحسن ل"الحياة" ان "سورية لا تتدخل في الامور الداخلية لحزب الله. فهي تدعمه وتؤيّده باعتبار ان مقاومته شرعية، وما بقي الاحتلال ليس في استطاعة أحد أن يمارس ضغطاً على حزب الله لمنعه من ممارسة حقّه الشرعي في مقاومة المحتلين. أما في المستقبل فإن الأمر متروك للحزب كي يقرّر عمله على الساحة اللبنانية بعد زوال الاحتلال". وكان رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك "حذّر من تنفيذ "حزب الله" أي عملية ضد الجيش الاسرائىلي في جنوبلبنان، "نظراً الى أنها قد تفجّر المفاوضات الجارية بين سورية واسرائيل". وكان موضوع "حزب الله" والعلاقة السورية - الايرانية أحد الملفات البارزة التي طرحها الجانب الاسرائىلي في المفاوضات مع سورية، فيما أطلقت طهران أخيراً سلسلة مواقف من المفاوضات فُسّرت على أنها غمز من القناة السورية. الا ان السفير الحسن رفض هذه التفسيرات وأبلغ "الحياة" ان "ما من تغيير طرأ على العلاقات بين دمشقوطهران، خصوصاً إنها ليست المرة الأولى تدخُل سورية في مفاوضات مع اسرائيل، بل هي إنطلقت عام 1991". وأكد "ان القيادة الايرانية تتفهّم موقف سورية من هذه المفاوضات بما يضمن انسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية المحتلة ويدفع باسرائيل الى الإنصياع للشرعية الدولية". وعن مواقف مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي من الوساطة الاميركية رأى السفير السوري "ان وكالات الانباء شوّهت هذه المواقف". وقال "ان قائد الثورة تناول الوساطة الاميركية منطلقاً من ان واشنطن كانت دوماً الراعي المنحاز الى اسرائيل وهي تقدم اليها كل الدعم والامكانات التي تمكنها من الاستمرار في تفوقها العسكري"، ومن هنا كان اعتباره الوساطة الاميركية غير عادلة وغير منصفة، بما يلحق ضرراً بحقوق العرب والمسلمين". واستبعد الحسن "ان تكون هذه المواقف تشكل غمزاً من القناة السورية". واضاف "على العكس فان التصريح الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية أعلن دعم ايران لسورية حتى تسترد أراضيها المحتلة". وفي شأن ما كشفته "الحياة" عن عتب ايراني على سورية وأسباب تأخر زيارة وفد سوري لايران حتى الآن منذ معاودة المفاوضات مع اسرائيل، قال السفير الحسن: "ان وزير الخارجية السورية فاروق الشرع كان في الجولة الثانية من المفاوضات في شيبردزتاون، ولم يتسنّ له الوقت كي يأتي الى ايران ويضع الاخوة في الجمهورية الاسلامية في صورة المفاوضات". وأوضح "ان هذه المفاوضات ما زالت في مرحلة إختبار نيات، بمعنى انها لم تحقق الشيء الذي نتطلّع اليه، باعتبار ان الجانب الاسرائىلي يحاول دائماً المماطلة والتسويف، والتنصّل من الالتزامات وتقديم البحث في قضايا الأمن والمياه على قضايا الانسحاب وبالتالي ترسيم الحدود". وعن زيارة نجل الرئيس السوري العقيد الركن الدكتور بشار الأسد المقررة لايران ونوعية لقاءاته مع المسؤولين الايرانيين، قال الحسن "لم يحدد موعد الزيارة بعد وان اللقاءات ستشمل عدداً كبيراً من المسؤولين الايرانيين". ولم يعرف هل يستقبل السيد خامنئي الدكتور الاسد الذي سيلتقيه الرئيس محمد خاتمي وعدد من المسؤولين.