بعض السياسيين العرب «لبنان تحديدا» لا يخافون من أن يخدعوا سياسيا من الخارج، بل هم يودون بأن يخدعهم الخارج ويزيف الحقائق، هكذا أفسر السخط اللبناني على الصعيد الرسمي والإعلامي من تصريح القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي لمرشد إيران «علي خامنئي» الفريق «يحيى رحيم صفوي»، الذي أكد أن نهاية حدود بلاده إيران، تنتهي في الجنوب اللبناني، فطلبت وزارة الخارجية اللبنانية من سفيرها بطهران بإجلاء حقيقة ما أدلى به المستشار العسكري «لخامئيني». مع أن الأمر لا يحتاج لاستيضاح أو تفسير للتصريح فهو واقع معاش، فمنذ أن جاءت فرقة إيرانيةللبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي والنظام السوري للبنان، بدأت الفرقة التي سميت فيما بعد «حزب الله» تعلن ومن خلال اللوحات المكتوبة على معسكرها أنها لا تجيد العربية، لهذا كتبت عبارة «حزب الله» باللغة الفارسية. هي كذلك تلك الفرقة اشتبكت مع الشيعة العرب «حزب أمل» الذي فقد مؤسسه ذو النزعة العروبية «موسى الصدر» والذي اختفى في عام 1978م بين ليبيا وإيطاليا وإلى الآن لا يعرف مصيره، وسقط في حرب الشيعة العرب «أمل» وشيعة إيران «حزب الله» 600 قتيل قبل أن يسلم «حزب أمل» للفرقة القادمة من إيران. حتى وبعد أن تعلم «حزب الله» اللغة العربية، وبدأ يتحدثها بطلاقة «كتابة ونطقا» لم يحاول ولا مرة إنكار انتمائه وولائه لإيران وللمرشدين «الخميني وخامئيني»، ولا هو أمين الحزب «حسن نصر الله» أعلن أن إيران حليف خارجي لحزبه، بل قالها وبصريح العبارة إن «خامنئي» المرجع والمحرك لهم. وتسليح «حزب الله» كان عن طريق إيران، ومن يمول الحزب ماليا «إيران»، وبعد أن دكت إسرائيل عام 2006م لبنان والبنى التحتية، أكد أن حزبه لا ينتظر شيئا من الدولة العربية، ولا يقبل بتبرعات «دول الخليج»، فالأموال الطاهرة تأتيه من «خامئيني». خلاصة القول: أفهم ألا يستطيع الجيش اللبناني في الوقت الحاضر تجريد «حزب الله» من سلاحه، وتحرير لبنان من الاحتلال العسكري الإيراني دون أن يورط لبنان بحرب أهلية جديدة، ولكن ما لا أفهمه أن ينكر بعض السياسيين حقيقة أن لبنان محتل عسكريا من قبل إيران منذ 3 عقود.