أعلنت طهران دعمها دمشق الساعية إلى "تحرير كامل الجولان السوري المحتل كجزء من كل الأراضي المحتلة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس أن سورية "أظهرت أن مواقفها تجاه الكيان الصهيوني ثابتة وحازمة". ووصف الجولة الأولى من المفاوضات السورية - الاسرائيلية التي أجريت في واشنطن بأنها "ترتدي طابعاً مختلفاً عن مسيرة ما يوصف بالسلام في الشرق الأوسط". وانتقد المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية ورأى أنها لم تكن في مصلحة تأمين حقوق الفلسطينيين بل "تحمل التناقض في ذاتها"، معرباً عن الأسف ل"التنازلات" التي "قدمتها بعض الفصائل الفلسطينية" سلطة الحكم الذاتي في المفاوضات. مصدر إيراني مطلع قال ل"الحياة" ان المفاوضات بين دمشق وتل أبيب ليست أمراً جديداً، مذكراً بأن العلاقات بين سورية وايران "كانت وستبقى استراتيجية". وفيما رأت أوساط مراقبة أن الموقف الايراني الجديد جاء استباقاً لمحاولات اسرائيلية تهدف إلى "دق إسفين" بين ايران وسورية، بما يعنيه ذلك من تغير في خريطة علاقات دول المنطقة ودور ايران فيها، قال المصدر ان "دور طهران لا يمكن تجاوزه، ولا علاقة له بمسيرة المفاوضات، وهذا ما يدركه الاسرائيليون جيداً". وعن احتمالات انطلاقة المسار اللبناني ومستقبل "حزب الله" ودوره قال المصدر ان طهران غير قلقة على مستقبل الحزب خصوصاً أنه "جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني، ويحظى بحضور واسع برلمانياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً، إضافة إلى دوره الحالي كقائد للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي". وقالت مصادر إعلامية رسمية ايرانية ل"الحياة" أن موقف طهران الداعم لدمشق في المفاوضات الأخيرة التي شهدتها واشنطن، "يتركز في دعم تحرير كل الجولان بأي وسيلة متاحة، لكنه لا يعني الاعتراف بمسيرة التسوية الشرق الأوسطية". وأضافت أن سورية "هي التي تقرر سياستها في شأن طبيعة علاقاتها مع اسرائيل، لكن ايران ستظل على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للاعتراف باسرائيل". وكان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله خامنئي شدد الجمعة الماضي على أن ايران "لن تتخلى أبداً عن فلسطين والقضية الفلسطينية"، ورأى أن الحديث عن انتهاء القضية بسبب مفاوضات السلام هو "حديث أوهام". وحمل على بعض الصحف المحلية التي اعتبرت أن القضية انتهت، قائلاً ان "الشعب الايراني سيأخذ بخناق المدافعين عن خيانة القضية الفلسطينية وخيانة الإسلام". وعلمت "الحياة" أن موقف المرشد كان رداً على تحذيرات أميركية وجهت إلى طهران أخيراً في شأن عملية السلام. صحيفة "جمهوري إسلامي" المحسوبة على أوساط المرشد دعت إلى "التأمل" بانتظار ظهور نتائج المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وتساءلت كيف ستبرر سورية دخولها في تسوية جديدة مع اسرائيل، و"ما قيمة الثمن الذي ستدفعه في مقابل العودة المحتملة للجولان". وأشارت الى تجربة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية معتبرة أنها "حوَّلت من كان يُعرف باسم قائد الفلسطينيين الرئيس ياسر عرفات إلى قائد عمليات قمعهم".