} وصف معلّقون اجانب ممارسات الروس في الشيشان بأنها "جرائم حرب". وجاء ذلك بعدما اغلقت السلطات الروسية كل المعابر امام الذكور الذين تراوح اعمارهم بين 10 و60 عاماً الى الجمهورية. وفي الوقت نفسه اعتبر وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو الوضع في الشيشان "طبيعياً وليس فيه شيء فوق العادة". وصف الرئيس الانغوشي رسلان اوشيف قرار منع الذكور من الدخول الى الشيشان ومغادرتها بانه "عنصري ومجحف". وذكر ان الشيشانيين لم يتعرضوا لمثل هذه الاهانة حتى إبان ترحيلهم القسري في عهد الديكتاتور الراحل جوزيف ستالين. وتابع ان منع الذكور من العاشرة وحتى الستين من العودة الى ديارهم لا يعني فقط انتهاك حقوق الانسان والاعراف الديموقراطية المتحضرة بل انه يشكل عاملاً "يدفع الشيشانيين للانسحاب الى الجبال وحمل السلاح". واعتبر ان موسكو تكرر كل اخطاء الحرب السابقة التي أدت الى عواقب كارثية. وبدلاً من الغاء القرار المجحف، اتخذ اجراء اشد قسوة باغلاق المعابر بالكامل امام العائدين. وذكر مدير دائرة الهجرة الروسية فلاديمير كالامانوف ان وقف عودة اللاجئين هو "اجراء اضطراري" ورد على الهجوم الذي شنه الشيشانيون على مدن "المثلث" الواقع الى جنوب شرقي غروزني. واكدت القيادة الروسية امس ان الوضع داخل "المثلث" ما برح "معقداً ومتوتراً" وتحدث مراسلون ميدانيون عن استمرار المعارك هناك. الا ان الوزير روشايلو الذي وصل مع رئيس الاركان العامة اناتولي كفاتشين الى الجمهورية اكد ان "الوضع طبيعي ولا يجري اي شيء فوق العادة". وتابع ان هناك طريقتين للتعامل مع المقاتلين الشيشانيين: "اما ابادتهم او محاسبتهم جنائياً". واضاف: "هذا ما نفعله حالياً" اي ابادتهم. وكان وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف الذي يزور واشنطن، اكد ان غروزني مستعدة للحوار واضاف ان "الهدف الوحيد لحكومتنا هو وقف التدمير الشامل لشعبنا". واكد احمدوف ان الهدف من زيارته ليس طلب وساطة اميركية. لكنه اكد ان غروزني ستقبل مثل هذه الوساطة لو عرضت. الا ان وزارة الخارجية الاميركية رفضت التوسط واعلن الناطق باسمها جيمس روبن ان منظمة الامن والتعاون الاوروبي "في وضع افضل" للدفع في اتجاه ايجاد حل طويل الامد للمشكلة. الا ان موسكو ترى "الحل" في احتلال غروزني، واعلن المحافظ السابق للمدينة بيسلان غانتميروف الذي يقود "ميليشيات" متعاونة مع موسكو ان القوات الفيديرالية "تسيطر عملياً على كل غروزني" ثم عاد فأوضح ان السيطرة تشمل 85 الى 90 في المئة من المدينة. وقال انها سوف "تكتمل" في غضون يوم او يومين. ومعروف ان غانتميروف كان حكم عليه بالسجن ست سنوات لاختلاس اموال مخصصة لإعمار غروزني. وأُفرج عنه بقرار من الرئيس السابق بوريس يلتسن اثر تجدد الحرب، وشكّل ميليشيات قوامها زهاء 1000 عنصر من الشيشانيين، الا ان الكثيرين منهم هربوا او عادوا الى اعمالهم في موسكو.