أكد حزب الاستقلال المغربي استمراره في سياسة انتقاد حكومة رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي، من منطلق "ابداء الرأي والملاحظة والنصيحة". وجاء في بيان اصدره الحزب امس لمناسبة ذكرى تقديم طلب استقلال البلاد عام 1944، ان مساندة الحزب للحكومة ودعم برنامجها "امر اكيد". لكنه شدد على حقه في توجيه الانتقاد الى عملها، موضحاً ان الحزب "يعتبر مبدأ النقد الذاتي منطلقاً فكرياً وعملياً". واشار البيان الى ان مشاركة الحزب في الحكومة نابعة من دعمه العمل الوحدوي بين احزاب الكتلة الديموقراطية التي جعلت في مقدم اهدافها "معاودة النظر في قوانين الانتخابات واجراء استشارات شعبية في ظروف تطبعها النزاهة والصدقية". وكان جدل بين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي برز في الفترة الاخيرة، خصوصاً في ضوء مقاطعة الوزراء الاستقلاليين حفلة تكريمية اقامها اليوسفي لوزير الداخلية السابق ادريس البصري الشهر الماضي. ووجه زعيم الحزب عباس الفاسي، قبل ذلك، رسالة قاسية الى رئيس الوزراء طلب منه فيها تسريع وتيرة الاصلاحات الاجتماعية. لكن مصادر حكومية عزت مواقف الحزب المتشددة الى عدم الرضى ازاء مشاركته المحدودة في حكومة اليوسفي. ولم تستبعد ان تكون وراءها اهداف انتخابية، خصوصاً ان قياديين بارزين في الحزب أُبعدوا عن المشاركة واسندت مناصب وزارية لشخصيات كانت تعتبر اقل حضوراً في الحزب. ورأى الاتحاد الاشتراكي، من جهته، ان الاحتفال بذكرى طلب الاستقلال يجسد التعاقد التاريخي بين القصر والحركة الوطنية. الا انه اوضح انه على رغم قطع الديموقراطية شوطاً عبر ترسيخ دولة الحق والقانون وحقوق الانسان "مازال مطلوباً انجاز الكثير لتركيز البنيات الديموقراطية"، وعرض البيان، في غضون ذلك، ذكرى عقد المؤتمر الطارئ للحزب عام 1973، كونها شكلت تحولاً في مساره السياسي. ودعا مناصريه الى وحدة الصف وتطوير الاداء الحزبي، في اشارة الى الاعداد للمؤتمر المقبل الذي لم يُحدد موعد نهائي له. لكن اللجنة المركزية للحزب التي تعقد اجتماعها في السادس عشر من الشهر الجاري قد تبحث في تحديد موعد نهائي، في ضوء التحضيرات الجارية له. وجدد الاتحاد الاشتراكي التزامه صون وحدة البلاد وتحرير مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا شمال المغرب. واعتبرت مصادر مغربية موقف الاتحاد الاشتراكي الذي يقود التحالف الحكومي رداً على زيارة رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا اثنار المدينتين المحتلتين في نهاية الاسبوع الماضي، خصوصاً بعدما صدرت عنه تصريحات متشددة لجهة اعتبارهما جزءا من السيادة الاسبانية، غير ان اوساطاً اسبانية رأت في كلام اثنار اشارة موجهة الى الناخبين الاسبان المقيمين هناك لحضهم على التصويت لحزبه. ولاحظت مصادر اسبانية "مبالغة" في ابداء مخاوف حيال مستقبل العلاقات المغربية - الاسبانية في ضوء تداعيات زيارة اثنار. وزاد الجدل الاسباني في غضون ذلك بين الفرقاء السياسيين. ووجه مسؤولون في الحزب الشعبي الحاكم انتقادات الى المعارضة خصوصاً الحزب الاشتراكي العمالي، وقالوا ان "عليهم ان يحصوا الزيارات التي قام بها مسؤولون اسبان في اطار حزبي او حكومي الى المدينتين". واضافوا ان الزيارة هدفت الى تأكيد عدم تجاهل الحكومة لأوضاع المدينتين، خصوصاً ما يتعلق بتدفق المهاجرين غير الشرعيين اليها من منطقة شمال افريقيا.