أيدت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي تعيين زعيم الحزب عبدالرحمن اليوسفي رئيساً للوزراء. وأصدرت بياناً في ختام اجتماعها في الرباط امس حيت فيه اختيار اليوسفي وفوضت الى قيادة الحزب صلاحيات رصد التطورات السياسية، في اشارة الى المشاورات التي بدأها رئيس الحكومة المعين مع شركاء الحزب في كتلة المعارضة وتيار الوسط للحصول على غالبية نيابية تدعم البرنامج الذي سيعرضه امام مجلس النواب في وقت لاحق. في غضون ذلك لم يبد حزب الاستقلال الذي يتزعمه محمد بوستة حماسه للمشاركة في الحكومة، وان كان رأى ان تعيين اليوسفي رئيساً للوزراء يعتبر حدثاً مهماً. ونقل عن اليوسفي قوله "ان لأصدقائنا في حزب الاستقلال بعض المشاكل، اذ عقدوا بعد الانتخابات الاخيرة مؤتمراً طارئاً توج باتخاذ مواقف صارمة، مما ادى الى وضع سياسي صلب بالنسبة اليهم، وفي ما يخصنا نحن". لكنه أضاف: "نتفاوض حالياً للتوصل الى اتفاق، انني متفاءل وسنعمل على ايجاد حل يكون مثلاً من خلال دعم مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة" الا انه لم يتحدث عن طبيعة هذا الاتفاق أو عن امكان اسناد حقائب وزارية الى حزب الاستقلال. لكن أوساطاً من الحزب استبعدت أي مشاركة في الحكومة المرتقبة في ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة. وعبر بعض احزاب "الوفاق" التي كانت تشارك في حكومة رئيس الوزراء الدكتور عبداللطيف الفيلالي السابقة عن تقدير هذه الاحزاب لاسناد منصب رئيس الوزراء الى اليوسفي. وقالت انها تلتزم موقف المعارضة البناءة في مجلس النواب. وفسرت كلام رئيس الوزراء المعين لجهة اجراء مشاورات مع الفاعليات السياسية كافة بأنه يتجه في الدرجة الاولى الى احزاب المعارضة الرئيسية، وكذلك الى فصيل من تيار الوسط هو البرلمان. واوضحت مصادر في حزب التقدم والاشتراكية والحزب الاشتراكي الديموقراطي ان تعيين اليوسفي على رأس الفريق الحكومي سيساهم في انجاح رهان التناوب، أي انتقال المعارضة الى تحمل المسؤولية في الجهاز التنفيذي "على رغم جسامة المسؤولية وصعوبة الاوضاع وتعقيد الملفات". وأبدت اوساط اسبانية وفرنسية مزيداً من الترحيب بتعيين اليوسفي. واعتبر الامين العام للحزب الاشتراكي الاسباني خواكين ألمونيا الخطوة مشجعة وخاطب رئيس الحكومة المعين: "مقتنعون بأن عملكم على رأس حكومة المغرب سيسفر عن نتائج ايجابية". وأضاف في برقية تهنئة: "ندعوكم الى التعويل على تضامننا الاقوى في هذه المرحلة الجديدة من حياة المغرب". وأعرب رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا اثنار عن تهنئة الحكومة الاسبانية، مما اعتبر مؤشراً الى امكان معاودة فتح الملفات العالقة في محور العلاقات الثنائية، خصوصاً وضع مدينتي سبتة ومليلية، وملفات الهجرة وانعاش المحافظات المغربية الشمالية والموقف من تهديد اتفاق الصيد الساحلي المبرم بين المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي والاعداد لعقد القمة المغربية - الاسبانية في منتصف الشهر المقبل في الرباط. وتوقعت مصادر مطلعة ان تشهد العلاقة بين المغرب وفرنسا مزيداً من الانفتاح في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط الحزب الاشتراكي الفرنسي مع نظيره المغربي. ولم تستبعد ان يحظى ملف الاتحاد المغاربي والعلاقة بين المغرب والجزائر باهتمام خاص في برنامج الحكومة التي سيقترحها اليوسفي على الملك الحسن الثاني في الايام المقبلة.