القوافل الطلابية لخدمة البيئة والمجتمع إحدى السمات المميزة لطلاب الجامعات المصرية في فترة الدراسة ومن خلال هذه القوافل يشارك الطلاب والاساتذة في خدمة قضايا المجتمع والبيئة. رئيس جامعة قناة السويس الدكتور احمد شكري يقول عن هذه التجربة: الجامعة تحوي قطاعاً لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وهذا القطاع جديد في الجامعات المصرية، ومن خلاله تشع الجامعة على المجتمع. ويشير شكري الى أن للجامعة تجربة فريدة في منهج كلية الطب البشري، وكلية الزراعة البيئية التي تعتمد مناهجها على التوجه نحو المجتمع. ويضيف: "الطلاب يشاكون في خدمة المجتمع عن طريق القوافل الطلابية في محافظات الاسماعيلية والسويس وبورسعيد وجنوب وشمال سيناء، كما تخدم الجامعة المجتمع عن طريق وحدات خاصة يزاول كل منها نشاطاً يختلف عن الوحدات الأخرى في شتى المجالات الانتاجية والخدمية على كل أنواعها". ويقول إنه تم انشاء 43 وحدة ذات طابع خاص على مستوى الجامعة، بالاضافة الى 11 وحدة تابعة للكليات، وثمانية مراكز في كلياتها المختلفة في بورسعيد والاسماعيلية. ويشير إلى أن الجامعة تلعب دوراً كبيراً في تنمية البيئة في المحافظات التي تقع في محيط عملها، كما عقدت ندوات عدة ومؤتمرات بهدف خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وزيادة الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع خصوصاً. ويضيف: "قطاع البيئة في الجامعة يشرف أيضاً على تدريب عدد من العاملين المرشحين من الشركات والمصانع والمصالح والهيئات وفئات أخرى من غير العاملين والموجودة في المجتمع، وذلك على اعتبار ان الجامعة بيت خبرة في كل التخصصات والمجالات المختلفة. كما تهدف الى تنمية مهارات وخبرات اولئك العاملين، واطلاعهم على احدث ما توصلت اليه الابحاث في مجال عملهم، وذلك بأن تعقد الكليات المختلفة دورات تدريبية او برامج تدريبية في مجالات مختلفة يشترك فيه المهتمون. ويقول: الجامعة وطلابها يشاركون بتنمية الفئات المختلفة في البيئة المحيطة وذلك من خلال مشاريع تطبيقية تقوم بها الكليات المختلفة في الجامعة. وهذه المشاريع تتم لمعالجة المشاكل البيئية الموجودة في المجتمع المحيط بالجامعة، وتشمل دراسات بيئة عن الشواطئ، وبرامج التنمية الصحية، والسيطرة على الأمراض المتوقعة، وتحسين أداء افران الخبز وتقويم نسب التلوث المختلفة، والحالة الغذائية لتلاميذ المدارس والاعاقة ودراسات بيئة على مصادر المياه وعلاقتها بالصحة العامة. نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة وخدمة المجتمع الدكتور فتحي مقلدي يقول: مشروع القوافل الطلابية البيئية يهدف الى رفع مستوى الخدمات الصحية، ودراسة المشاكل البيئية المختلفة والعمل على حلها، مع مراعاة دراسة مشاكل التلوث البيئي، لا سيما في مجتمع المحافظتين الصناعيتين السويس وبورسعيد. وتشمل الأهداف أيضاً ارشاد السكان لأحسن سبل دفع المعيشة في مختلف نواحي الحياة. ويشير الى ان المشروع يهدف ايضاً الى تدريب طلاب الجامعة على كيفية حل مشاكل البيئة، والاشتراك في العمل كفريق للدراسات العلمية الهادفة، وتنمية روح الولاء والانتماء لوطنهم. ويقول وكيل كلية الطب البيطري والمشرف العام على القوافل الدكتور عبدالمنعم المليجي: إنها تجربة رائدة وفريدة، فمعظم القوافل يغلب عليها الطابع الطبي أو تقديم الخدمات البيطرية ولكن الفكرة تطورت لتشمل القوافل البيئية رغبة في العمل الجماعي. ويتم تقويم هذه القوافل من خلال العديد من الجهات الاهلية والمحلية. ويشير إلى أن المشروع بدأ منذ أول تموز يوليو الماضي، وتحددت المدة التي تمكثها القافلة حسب حجم كل قرية، ونوعية المشاكل الموجودة فيها لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة ايام، ويبدأ العمل من التاسعة صباحاً الى الحادية عشرة مساءً. ويقول إنه من خلال المشروع قامت كلية الطب البشري بعمل مسح طبي من أجل وضع أولويات المشاكل الصحية في المجتمع، وعقد جلسات تثقيف عن التطعيمات، وتنظيم الاسرة وإعداد برامج للمرشدات الصحيات للاستفادة من تدريبهن في المستقبل لموضوع الاسعافات الأولية وإعداد "القابلات". ويضيف: هناك اقتراحات من كليات عدة أخرى لإعداد قوافل طلابية لخدمة المجتمع والبيئة، وتقترح كلية طب الأسنان تجهيز قافلة مسؤوليتها التوعية الصحية بالفم والاسنان، وعادات الأكل ودورها في تجنب الأمراض، وإجراء الأبحاث الاحصائية في القرى، وجمع المعلومات لدعم اتخاذ القرارات والتشخيص والعلاج"، مشيراً إلى أن هناك اقتراحاً من كلية الزراعة لتنظيم قافلة لحصر المشاكل الزراعية التي تواجه سكان القرى وإمكان علاجها، والعمل على خلق مجتمعات منتجة. ويقول: هناك اقتراحات أخرى من كلية البترول والتعدين لتجهيز قافلة مهمتها التوعية للحفاظ على مياه الشرب عن طريق الحوار المباشر والندوات. وأعدت كلية الطب البيطري قافلة للحفاظ على صحة الانسان من الأمراض المشتركة بين الانسان والحيوان، وتشخيص أمراض حيوانات المزرعة والدواجن، وعلاج الأمراض المتوطنة والمصرية وأمراض النقص الغذائي. ويلعب المعهد العالي للتمريض دوراً مهماً في القوافل الطبية من خلال التوعية بضرورة التطعيمات والوقاية من الامراض المعدية والتغذية السلمية والاسعافات الأولية، كذلك دراسة جوانب الصحة النفسية والبيئية والاجتماعية للمسنين. كما تؤكد كليتا التربية والعلوم في قوافلهما على ضرورة التوعية الشاملة للمواطنين في بيان أهمية التعليم، وإجراء مسح أولي للقرى، تمهيداً لإعداد خريطة التوزيع السكاني، وضرورة التعرف الى مصادر الطاقة، والاستفادة منها بطريقة حديثة، وأيضاً معرفة الملوثات المختلفة وكيفية الحماية منها.