"جامعة قناة السويس" من أكبر الجامعات المصرية من حيث المساحة، إذ تحوي كليات ومراكز ووحدات بحثية في خمس محافظات هي الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء. أنشئت في العام 1976، واستقبلت الدفعة الأولى من طلابها في العام التالي 1977. وبدأت الدراسة فيها بخمس كليات فقط الا انها تطورت ونمت، وتحوي حاليا 22 كلية، منها 11 في الاسماعيلية هي كليات الطب البشري، والطب البيطري، والتجارة، والتربية، والعلوم، والزراعة، والصيدلة، والحاسبات والمعلومات، وطب الانسان، والسياحة والفنادق، بالاضافة الى معهد بحوث التقنية الحيوية. وخمس كليات في فرع بورسعيد هي الهندسة، والتربية، والتربية الرياضية، والتجارة، والمعهد العالي للتمريض. وأربع كليات في فرع السويس هي هندسة البترول والتعدين، والتربية والتعليم الصناعي، والتجارة. وكليتان في العريش هما التربية، والعلوم الزراعية البيئية. رئيس الجامعة الدكتور أحمد شكري يقول ان "فلسفة إنشاء الجامعة متميزة عن باقي الجامعات المصرية بأنها متوجهة للمجتمع، وهي تخدم منطقة غالية من ارض مصر كانت مسرحاً للنضال والكفاح على مدى سنوات طويلة من خلال الحروب التي شهدتها بين مصر واسرائيل". ويضيف: "تأسيس الجامعة تزامن وبشائر السلام الذي واكب تاريخ إنشائها، وبعدما اصبحت منطقة القناة وسيناء محط انظار العالم. وتبوأت الجامعة مكانتها العلمية المتميزة في منطقة قناة السويسوسيناء ويتضح ذلك من اقامة عدد من المشاريع العملاقة التي كان لجامعة قناة السويس دور متميز في إقامتها في المنطقة، مثل مشروع ترعة السلام، والميناء المحوري شرق بورسعيد، ووادي التكنولوجيا". ويقول: "انطلاقاً من رسالة الجامعة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة، فقد انشأت الجامعة العديد من المراكز البحثية المتخصصة، والوحدات ذات الطابع الخاص، وهي نوافذ تطل بها الجامعة على المجتمع الذي توجد فيه وعلى اعتبار ان الجامعات بيوت خبرة، فقد امتد نشاطها لتغطي اوجه التعليم والخدمات والتدريب والبحث العلمي المختلفة في المنطقة". وعن الكليات الجديدة يقول: "نسعى حالياً لإقامة كلية للحقوق في منطقة القناة، حتى لا يغترب ابناء المنطقة في المحافظات الاخرى. وبالنسبة الى كلية الآداب تم انشاء فرعها في محافظة السويس، وسيكون لها فرع آخر في الاسماعيلية". وعن اهتمامات الجامعة بالطالب: "الجامعة تعمل جاهدة منذ إنشائها على تهيئة وتوفير المناخ الصحي والرعاية الكاملة لأبنائها الذين يتجاوز عددهم 30 الف طالب وطالبة، وذلك من خلال ما يمارسون من نشاطات سواء الرياضية او الثقافية او الاجتماعية او الفنية، كما تعمل على توثيق العلاقات المستمرة بين الكليات المختلفة، وتقوية الروابط المشتركة الفعالة بين اعضاء هيئة التدريس وابنائهم الطلاب". ويشير الى أن الجامعة وفرت الإمكانات اللازمة لممارسة واداء النشاطات المختلفة، فأنشأت مركز اللياقة البدنية حتى تكتمل حياة الطالب الذهنية والوجدانية والبدنية. وعن مدى ارتباط الدراسة في الجامعة بالمجتمع المصري يقول "لدينا فرع لطب الاسرة في كلية الطب، وعلى رغم مهاجمة نقابة الاطباء لنا عندما انشأنا هذا القسم، اصبحنا حالياً ندرب اطباء وزارة الصحة في قسم طب الاسرة ليكون الخريج ممارساً عاماً، عليه تحويل المريض الى الاختصاصي في حالة الاحتياج اليه". ويضيف: "الجامعة اسست 14 وحدة ريفية تابعة لوزارة الصحة، وهي مراكز تدريبية تعليمية لطلاب كلية الطب في الجامعة، اذ يبدأ التدريب العملي لطالب الطب من اليوم الاول". ويوضح أن نجاح هذه التجربة دفع بإدارة الجامعة الى افتتاح كلية زراعة في العريش هي كلية الزراعة البيئية، وتعتمد على تعليم الطالب اساليب الزراعة المختلفة، ومواجهة مشاكل الزراعة في داخل نظام متكامل. والجامعة تعمل كمكتب استشاري مع معظم الجهات، فهي مثلا تجري اختبارات دورية لقياس كفاءة محطات الصرف الصحي في مدن القناة وسيناء. كما ستنتهي قريباً من انشاء البنك الاول للاحتفاظ بالجينات الزراعية، لاسيما النباتات الطبية والعطرية في سيناء قبل ان تندثر أصولها الوراثية، وللاكثار من الانواع التي تصلح للاغراض العلاجية. نائب رئيس جامعة قناة السويس لشؤون الطلاب الدكتور مجدي غانم يقول "الجامعة تهتم اهتماماً خاصاً برعاية ابنائها الطلاب في كل المجالات، سواء الرياضي او الاجتماعي او الثقافي والفني، اذ ان المناخ الصحي السليم للطالب يبعده تماماً عن ممارسة اية انشطة اخرى مخالفة ومضرة له وللمجتمع". ويضيف: "كما تشارك الجامعة في النشاطات والمسابقات التي تقيمها، او التي تقام في الجامعات الاخرى". وتولي جامعة قناة السويس اهتماماً خاصاً بقطاع الدراسات العليا، فهو ركيزة من ركائز العملية التعليمية، كما يقول نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث الدكتور احمد عسكر، ويضيف: ان عدد الذين سجلوا والذين حصلوا على منح لدرجات الدبلوم والماجستير والدكتوراه في كليات الجامعة على مستوى فروعها في الاسماعيلية والسويس وبورسعيد والسويسوالعريش ناهز في العام الجامعي 98/1999 نحو 2110 طلاب. وناهزت اعداد درجات الماجستير والدكتوراه التي منحتها كليات الجامعة في الفترة من عام 1989 الى 1996 نحو 810 درجات ماجستير و434 درجة دكتوراه. ويضيف ان الجامعة تقدم خدماتها لطلاب الدراسات العليا من خلال تدعيم المكتبات، كما بدأ تنفيذ شبكة اتصالات المكتبات من طريق الخطوط الضوئية بكلفة مليون و300 الف جنيه مصري، بالاضافة الى شراء وتدعيم عدد من المكتبات بالحاسبات الآلية واجهزة الميكروفيلم. مها عبدالتواب طالبة في كلية التجارة في الاسماعيلية تؤكد أن جامعة قناة السويس تتميز عن بقية جامعات مصر، فالكثافة فيها ليست عالية كما في الجامعات الاخرى، كما ان منشآتها حديثة، فأغلب مباني الجامعة حديث، والمبنى الذي افتتح قبل ثلاثة اعوام شيد وفق المواصفات الحديثة. وتضيف ان النشاط الطلابي داخل الجامعة متميز، ويقضي الطلاب وقتاً طويلاً داخل مكتبة الكلية التي تحوي اعداداً هائلة من الكتب. ويرى الطالب توفيق بلال في كلية التربية في بورسعيد ان طبيعة الدراسة في الكليات العملية في الجامعة لا تتيح لهم فرصة كبيرة لممارسة النشاط الطالبي. وتهتم جامعة قناة السويس بتوفير أماكن الإقامة للطلاب، فزادت الطاقة الاستيعابية في المدن الجامعية لتصل الى 1050طالباً في مدينة الطلاب عند "الكيلو 5،4" بدلاً من 750 طالباً. كما زادت أعداد المقبولين في مدينة الطلاب في "الشيخ زايد" من 460 طالباً الى 550 طالباً. وفي مدينة الطالبات يتم استقبال 1425 طالبة سنوياً، وتحوي المدن الجامعية ملاعب رياضية عدة، وتقدم فيها خدمات طبية للمقيمين فيها، وتقدم هذه المدن أيضاً ثلاث وجبات غذائية يومياً. وترتبط جامعة قناة السويس بنحو 20 اتفاقية وبروتوكولاً مع جامعات عربية وأجنبية، منها جامعة الملكة أروى في اليمن، وجامعة بابل في العراق، وجامعة شمال غرب بولي تكنيكال في الصين، وجامعة سالونيك في اليونان، والجامعة التكنولوجية في هنغاريا، وجامعة ترنوقو في بلغاريا وجامعة تونتغهام في انكلترا، وجامعة فوبرتال في ألمانيا، وجامعة طشقند الحكومية في أوزبكستان.