سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان:المسؤولون يتبادلون التهانئ بعيد الفطر... وصفيريشدد على توحيد الجهود و قباني يحذر من مخطط اسرائيلي . الجيش يواصل اجراءاته شمالاً والتحقيق العدلي يبدأ قريباً
طغت اجواء الاحداث التي شهدها لبنان الاسبوع الماضي في الشمال المواجهة مع المجموعة المسلحة المتطرفة في جرود الضنية وبيروت حادث السفارة الروسية، على عيد الفطر السعيد. فألغيت الاستقبالات بالمناسبة، واستعيض عنها باتصالات تهنئة بين كبار المسؤولين، تناولوا خلالها هذه الاحداث. واتصل رئيس الجمهورية إميل لحود، مهنئاً، برئيس المجلس النيابي نبيه بري وبمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي بادله التهنئة وشكر له "مشاعره الطيبة حيال اللبنانيين جميعاً" متمنياً له "التوفيق في قيادة البلاد وتعزيز نهضتها". وتلقى رئيس الحكومة سليم الحص اتصال تهنئة من البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، واتصل هو بالمفتي قباني الذي تلقى بدوره تهنئة الرئيس بري والبطريرك صفير ونائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات. وعرض المفتي قباني مع اعضاء لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي الظروف الدقيقة التي تمر فيها البلاد، و"ضرورة ان يتمتع اللبنانيون بالوعي الكامل في هذه المرحلة الحرجة التي يخطط لها العدو الصهيوني بالفتن المتنقلة لزعزعة حال الاستقرار في البلاد والحرص على عدم الانجرار وراء هذه الفتن". ثم التقى قباني ممثل صفير المطران رولان أبو جودة الذي قدم اليه التهنئة بالعيد باسم البطريرك، في حضور مستشار المفتي السيد محمد السماك. وبعد اللقاء قال أبو جودة ان "الاعياد مناسبة لتوثيق الصلة والمحبة الموجودة في ما بيننا حتى نقيم دائماً التعاون الوثيق في سبيل خير البلد بكل عائلاته الروحية". وسئل: هل تعتبر ان الاحداث الاليمة التي حصلت اخيراً حجّمت فرحة الاعياد؟ اجاب "انها تركت غصة وألماً عميقاً لدى الجميع، مسلمين ومسيحيين، لأننا لا نريد ان يتعكر الجو. فنحن نريد جميعاً الخير العام، ولا بد من ان نعتبر لننتصر على الألم ونتعالى على الجراح حتى يعم الفرح الحقيقي حياتنا". وسئل: على رغم الاحداث هل الوحدة بين اللبنانيين قائمة؟ اجاب "الوحدة قائمة اكثر من اي وقت مضى وخير دليل تصريحات جميع الجهات الروحية، وعلى رأسها دار الفتوى بالنسبة الى اخواننا المسلمين والبطريركية بالبيانات والتصريحات التي ادلت بها". وكان صفير قال، في عظة الاحد امس في بكركي، ان "التجارب الكبرى كانت ولا تزال تستهوي الناس الذين غالباً ما يقعون فيها، وهي الشهوة المثلثة: المال والسلطة ومجد العالم، والتي لا تزال تتحكم بكثيرين عندنا يسعون وراء هذا المثلث ولو على انقاض الوطن". وأضاف ان "المرحلة التي نمر فيها مصيرية يقتضي لها توحيد الآراء والجهود والإتجاهات كي لا يقال اننا لا نعرف ما نريد واننا عاجزون عن تدبير امورنا بذاتنا، لما بيننا من خلافات مزمنة، وأن وطننا لم يبق له دور بين الاوطان". وخشي ان "تؤخذ الاحداث الخطيرة التي شهدتها ارضنا في الأيام القليلة الماضية برهاناً على ما يزعمون، وقد تعمد اصحاب الاغراض الخفية ان يروا فيها طفرة طائفية لا علاج لها، وهو زعم باطل يجب وأده في اسرع ما يمكن لكي لا يستغل، فيما المفاوضات جارية في الولاياتالمتحدة بين الجانبين الاسرائيلي والسوري، وهي ستقرر مصيرنا، وربما مصير انظمة كثيرة في بلدان المنطقة لأمد بعيد". وختم بالدعوة الى ان "يرجع كل منا الى ضميره الوطني، وان يعمل بوحيه ليعد لمن بعده من الأجيال الطالعة وطناً يحلو العيش تحت سمائه في ظل الديموقراطية الصحيحة والاخوة الصادقة والحرية المسؤولة والعدالة الحقيقية والسلام النابع من القلوب والضمائر قبل المواثيق والدساتير". وأمل صفير ان تحل الازمة المعيشية، خلال لقائه وفداً من جمعية ابناء بلدة عين إبل الجنوبية الحدودية. وأضاف "هناك مفاوضات تستأثر بعناية واهتمام من جميع اللبنانيين، نرتقب منها الخير، ونأمل بأن يستعيد لبنان كل مقوماته وبألا يكون هناك اي فاصل بين مناطقنا. نحن نعرف ان لعين إبل مكانة كبيرة في قلب لبنان وهي التي اعطت رجال دين ومنهم سلفنا المثلث الرحمة البطريرك أنطونيوس بطرس خريش، وكذلك مطرانكم الحالي مارون صادر، وأعطت شباناً ناهضين لهم مساهمتهم في هذا الوطن في مجالات مختلفة". وأكد ان "لبنان بجميع ابنائه ومناطقه، واذا لا سمح الله كان هناك من يفكر باقتطاع اي جزء منه يكون جنى على لبنان بأجمعه، وهذا لن يكون. اننا نصر على ان يبقى لبنان هو في حدوده المعترف بها دولياً، وان يبقى اللبنانيون على ما هم متكاتفين متضامنين في سبيل الخير والسلام". وأشار الى ان "لبنان رقعته صغيرة ولا يمكن ان يصبح اصغر مما هو، لذلك يجب ان نتكاتف ونتضامن ونعمل معاً، مسلمين ومسيحيين، في سبيل انتزاع حقوقنا المهضومة حتى اليوم، وأن يستعيد لبنان على ما اشرنا كل مقوماته من سيادة واستقرار واستقلال ورأي حر. هذا لا بد منه لكي تستقيم الاوضاع". في هذه الاثناء، واصل الجيش اجراءاته الامنية في الشمال، من تسيير دوريات واقامة حواجز، في اطار حملة تعقب المسلحين الفارين، على رغم الطقس البارد والحرارة المتدنية والثلوج التي غطت المنطقة. وأفرج اول من امس عن عدد من الاشخاص كانوا اوقفوا خلال عمليات دهم الاسبوع الماضي. وينتظر ان يبدأ المحقق العدلي في حوادث الشمال وحادث السفارة الروسية في بيروت القاضي حاتم ماضي تحقيقاته في الملفين بعد عطلة عيد الفطر السعيد، وبعد انتهاء الشرطة العسكرية من تحقيقاتها الاولية مع الموقوفين. وقامت وفود من قيادة الجيش بزيارة للعسكريين الجرحى الذين اصيبوا خلال احداث الضنية، في المستشفيات وفي منازلهم للاطمئنان الى صحتهم. ونقلت اليهم تمنيات العماد سليمان بالشفاء العاجل "والعودة الى متابعة المهام الوطنية الملقاة على عاتقهم الى جانب رفاقهم في المناطق اللبنانية كافة". وتحدث عدد من الجرحى عن اصاباتهم. فقال الملازم الاول أحمد عدرا من الفوج المجوقل "انتقلنا بالطوافات من اهدن الى جرود النجاص، وكنت في اول فصيلة تنزل المنطقة، وتقدمنا بناء على امر قيادة العمليات نحو جبال الاربعين وأثناء ذلك تعرضنا لإطلاق نار ما ادى الى اصابتي". وأوضح الرقيبان محمد مشيك ومحمد فياض، من فوج مغاوير البحر، انهما اصيبا في بلدة كفرحبو اثناء دهم منزل للمسلحين. وقال الجندي جريس سعادة من الفوج المجوقل انه اصيب في جرود الضنية. وأوضح الجندي حسين حسن عبود، من الفوج نفسه، انه اصيب في جبال الاربعين بقذيفة "انيرغا" في يده اليمنى. وقال الجندي المغوار محمد توفيق أحمد انه اصيب في بلدة كفرحبو في يده اليمنى.