أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خلال اتصال أجراه بالبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، عن «إطلاق مبادرة لصوغ عهد وميثاق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية»، مستنكراً «الأحداث المتكررة التي يتعرض لها المسيحيون في هذه المنطقة». ولفت قباني خلال اتصاله، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، الى ان «مفتعلي هذه الأحداث يبتغون إظهار أنها تجرى باسم الإسلام، وان يوقعوا الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في أوطانهم». ورأى «أن هذه الجرائم ليست من الإسلام في شيء، والإسلام والمسلمين براء منها ومن مرتكبيها، والإسلام بقيمه وأخلاقه ومبادئه ينهى عن أذية احد بسبب عقيدته وبخاصة أهل الكتاب»، مؤكداً رفض المسلمين «أن يمس المسيحيون بسوء في لبنان أو في المنطقة العربية، وهجرتهم من بلاد العرب بسبب أذية أو مضايقة أو إكراه ينسب إلى الإسلام أو المسلمين». وأبلغ المفتي قباني البطريرك صفير أنه يعمل على انجاز إطلاق هذه المبادرة، من خلال «الاتصالات التي يجريها مع المراجع الدينية والروحية في لبنان والمنطقة العربية لعقد لقاء واسع للمراجع الدينية الإسلامية والمسيحية لتوقيع هذا العهد والميثاق الذي يحقق أولاً أمانة العيش المشترك الصادق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة، ويقطع الطريق ثانياً على كل محاولات إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين لتقويض العيش المشترك بينهم». وفي إطار آخر رحب قباني بزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري العاصمة الإيرانية ومفاعيل هذه الزيارة وسلسلة اللقاءات التي أجراها. ووصف قباني الزيارة ب «المهمة في الظروف الدقيقة التي تمر فيها المنطقة»، واعتبرها «خطوة حكيمة أخرى في مسيرته على رأس حكومة الوحدة الوطنية لما من شأنه أن يعزز موقع لبنان استراتيجياً، ومع الدول الصديقة للبنان، وأن يوحد الصفوف في المنطقة لجهة تعزيز الاستقرار فيها، والتصدي للعدو الصهيوني في انتهاكاته وتعدياته ومطامعه في القدس الشريف وفلسطين ولبنان وفي أراضي المنطقة».