بعد ماراثون طويل من المفاوضات، وقع المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون اتفاق "واي 2" في احتفال في منتجع شرم الشيخ ليل السبت الاحد. وهنأوا بعضهم بعضا والتقطوا الصور التذكارية، فيما بدت على وزير الخارجية المصري عمرو موسى والمستشار السياسي للرئيس المصري اسامة الباز علامات الارتياح. وكان الرئيس ياسر عرفات اول القادمين الى شرم الشيخ حيث التقاه الرئيس حسني مبارك في المطار في بادرة لم تحدث منذ سنوات، اذ اعتاد موسى والباز استقبال عرفات خلال زياراته المتكررة لمصر. وعقد مبارك وعرفات والعاهل الاردني الملك عبدالله قمة ثلاثية فور وصول الاخير بحثت في المستجدات على المسارات كافة. وفيما كانت القمة الثلاثية منعقدة، حرص موسى على التندر مع مسؤول الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات، فيما اهتم وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث بمصافحة الصحافيين والتأكيد ان الاتفاق في مصلحة الفلسطينيينا. ووسط اجراءات امنية مشددة في منتجع شرم الشيخ، خصوصاً حول فندق الموفينيك الذي شهد التوقيع على الاتفاق، وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك متأخرا قبيل انتصاف الليل بعشر دقائق بعد انتهاء العطلة الدينية الاسرائيلية السبت واجتمع مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت مدة نصف ساعة. وألقى مبارك كلمته باللغة الانكليزية، فيما حرص عرفات على التحدث بالعربية، واستهل باراك حديثة بالانكليزية واستكمله بالعبرية، فيما حرصت اولبرايت بعد انتهاء كلمتها على تقبيل عرفات وباراك وتهنئتهما بما أنجز. وبدت على باراك علامات السعادة بما حقق بعد نجاحه في اقناع الفلسطينيين بإعادة التفاوض على اتفاق "واي ريفر". وفيما كان المدعوون منصتين الى الكلمات، تمتم احد الحضور في حفلة التوقيع متسائلاً: "من هو العريس ومن العروسة"، فرد عليه آخر الاول باراك والثاني عرفات ونحن الشهود. وفي آخر القاعة، ظل عريقات واقفا يتبادل الاحاديث الجانبية مع المنسق الاميركي لعملية السلام دينس روس والمبعوث الاوروبي ميغيل انجيل موراتنيوس، وبادرته "الحياة" بسؤال عن تقويمه لما اتفق عليه، فاجاب: "الاتفاق جيد وأدعو الله ان يلتزموا به". وبعد الاحتفال الذي استمر نحو ساعة، توجه الحضور الى حفلة استقبال استمرت ربع ساعة غادروا في اعقابها، باستثناء اولبرايت التي انتظرت الصحافيين المرافقين لها لحين انتهاء عملهم في المركز الصحافي المخصص لهم فقط. وكان المركز الصحافي الخاص بالاسرائيليين الى جوارهم، فيما اكتظ الصحافيون المصريون ومراسلو الصحف العربية ووكالات الانباء في زاوية صغيرة.