قال الرئيس ياسر عرفات عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في الاسكندرية امس ان بدء تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار الاسرائىلي في الضفة الغربية حسب اتفاق واي ريفر "يمكن ان يكون متزامنا مع المفاوضات النهائية". وتحدث عن استمرار وجود مصاعب يضعها الجانب الاسرائيلي تواجه اتفاق واي ريفر، منها الجدول الزمني والتفسيرات الاسرائيلية لبعض البنود.. واطلع عرفات مبارك على طبيعة الخلافات مع اسرائيل خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري عمرو موسى والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن وكبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ونبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم عرفات. وصرح عرفات عقب اللقاء: "حتى الآن يقول باراك انه ملتزم تنفيذ اتفاق واي، ولكن عندما يجلس المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون معاً يجدون صعوبات يضعها الجانب الاسرائيلي، ومنها الجدول الزمني والتفسيرات الاسرائيلية لبعض بنود الاتفاق"، مشيرا الى ان "تفسيراتهم بعيدة تماماً عما نص عليه الاتفاق". وعن الخلاف في شأن الجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق، قال: "لم يتضح شيء ظاهر او حقيقي حتى الآن"، مشدداً على ضرورة تنفيذ اتفاق واي والمرحلة الثالثة من اعادة الانتشار. ونفى ما تردد من ان الجيش الاسرائيلي بدأ فعلا في التخطيط للانسحاب وتنفيذ الاتفاق بخرائط محددة، وقال: "حتى الآن لم يعرض علينا اي خرائط، وما عُرض علينا لا يتعدى كلمات غير دقيقة لا تتطابق مع الاتفاقات الموقعة". واتهم باراك بأنه سبب ارجاء زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت للمنطقة وقال: "اولبرايت اجّلت زيارتها بطلب من باراك شخصياً"، مشيرا الى رفض الاسرائيليين أي تدخل سواء كان عربياً او دولياً. وعوّل عرفات على الجهود التي تبذلها مصر والاطراف الدولية سواء الطرف الاميركي او الاوروبي او الروسي في دفع عملية السلام وتطبيق ما اتفق عليه تطبيقاً دقيقاً واميناً. وقال ان "الاتفاق ليس فلسطينياً - اسرائيليا فقط، بل هو اتفاق دولي تم تحت اشراف دول العالم ومشاركتها ورعاية الرئيس بيل كلينتون". واعرب عن اسفه من استمرار بناء المستوطنات، موضحا ان زيارته لمصر تهدف بالدرجة الاولى الى اطلاع مبارك على ما تم التوصل اليه في ضوء اللقاءات التي تمت مع الاسرائيليين. ونفى وزير الخارجية المصري وجود ازمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وقال: "لن نقول ان هناك ازمة، لكن هناك مشاكل في التنفيذ". واعرب عن امله بالتغلب عليها خلال الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية التي وصفها بأنها "نشطة". ورفض "كلمة" ازمة واعتبرها وصفاً "غير سليم"، ودعا الى التزام تنفيذ اتفاق "واي" والانسحابات الاسرائيلية المنصوص عليها والاجراءات الاخرى التي تضمنها الاتفاق. واوضح ان الاتصالات المصرية - الاسرائيلية مستمرة، لكنه لفت الى اهمية المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، واعتبرها الاطار الذي يحتوي على كثير من الامور والنقاط والتفاصيل، لافتاً الى أن سرعة تنفيذ اتفاق "واي" هي التي تحقق الانفراج وليس ربط التنفيذ بمفاوضات الحل النهائي. واكد استمرار مصر في اداء دورها بحسب ما تقتضي الظروف لدفع المسار الفلسطيني الى امام، وقال ان مصر تسعى الى اعطاء الفرصة للطرفين للاتفاق في ضوء تعهدات باراك في خصوص التزام تنفيذ اتفاق "واي". وسئل موسى عن الوضع بالنسبة الى المسار السوري - اللبناني، فأجاب قائلاً: "هناك اتصالات تجري في شأن هذا الموضوع تقوم بها جهات رسمية وغير رسمية، بهدف استئناف المفاوضات من حيث توقفت حتى لا يضيع الجهد السابق"، موضحاً انه مع بداية الموسم السياسي قد يحدث جديد". وقال: "هذا يتوقف على الطرفين". واعتبر ان المسار السوري يحتل الأهمية ذاتها التي يحتلها المسار الفلسطيني حتى تكتمل عملية السلام.