استمر التضارب امس في القاهرة في شأن موعد توقيع المذكرة التنفيذية لاتفاق واي ريفر بعدما حسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الجدل بخصوص التوقيع، بقوله: "الاتفاق سيتم توقيعه مساء غد اليوم السبت في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر"، متوجهاً بالشكر للرئيس المصري حسني مبارك على دوره الداعم للفلسطينيين لاسترداد أراضيهم، وحقوقهم. اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس ان اتفاق "واي 2" سيوقّع "على الأرجح" مساء اليوم السبت. وأفادت وكالة "عيتيم" الاسرائيلية للانباء ان فريقاً اسرائيلياً مُكلّفاً نقل المعدات وحماية رئيس الوزراء توجه بالفعل الى منتجع شرم الشيخ المصري. وعلمت "الحياة" ان الخلافات بين الجانبين لم تحسم بعد، وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية ان التدخلات الاميركية ستكون الفاصلة في حسم النقاط العالقة بين الجانبين. وشكر باراك وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت على دورها في التوصل الى اتفاق قريباً في ما يبدو. وكان المصريون والاميركيون يأملون أن يتم التوقيع أمس لكن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لم ينتهيا من صياغات المذكرة التنفيذية وهو ما أدى إلى إرجاء التوقيع للمرة الثانية الى اليوم، الامر الذي عكس استمرار الخلافات بين الجانبين. وغادر عرفاتالاسكندرية ظهر أمس الى غزة بعد مفاوضات ماراثونية استمرت طيلة ليل الخميس - الجمعة مع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري وعبر الهاتف مع وزيرة الخارجية الاميركية. وبدت علامات الارهاق على الرئيس عرفات وامتنع في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن الخوض في تفاصيل المذكرة التنفيذية والحلول التي تم التوصل إليها بخصوص الخلاف حول عدد السجناء والجدول الزمني لإعادة الانتشار والفقرة الخاصة بامتناع الجانبين عن اتخاذ إجراءات إحادية الجانب. حل وسط وعلمت "الحياة" أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي توصلا الى حل وسط بخصوص ال44 اسيراً محل الخلاف اذ تم خفضهم الى 29 اسيراً فقط رفضت اسرائيل الافراج عنهم. كما تم تشكيل لجنة فلسطينية - اسرائيلية - أميركية تتولى البحث في مسألة اعلان الدولة الفلسطينية. وكشفت مصادر فلسطينية لپ"الحياة" أن عرفات اعترض خلال محادثاته مساء أول من امس مع وزيرة الخارجية الاميركية على صياغة هذه الفقرة باعتبارها تضع قيوداً على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وتبنى وجهة نظر تقول بالابقاء على هذا النص مع اضافة نص جديد يؤكد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وكان موسى أكد حسم الخلاف بخصوص السجناء ولفت الى أن الفرصة مواتية للتوقيع على الاتفاق خلال ساعات في شرم الشيخ التي توجه إليها الرئيس حسني مبارك في ساعة متقدمة من ليل أول من امس لاستقبال سلطان عُمان قابوس بن سعيد الذي سيبدأ زيارته اليوم. وعلمت "الحياة" أن مبعوثاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي زار مصر أمس وابلغ المسؤولين المصريين أن باراك سيشارك في مراسم التوقيع على المذكرة التنفيذية في شرم الشيخ في حال حسم الخلافات الباقية، وثمّن الدور المصري الداعم لعملية السلام في الشرق الأوسط. ومن المقرر ان يحضر التوقيع سفراء الاردن واليابان والنروج وروسيا لدى مصر وهؤلاء كانوا في الاسكندرية اول من امس لحضور مراسم التوقيع الذي أُرجئ. وعن تقويم الفلسطينيين لما تم التوصل إليه قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن "نحن نسعى لتنفيذ اتفاق واي ريفر نصاً وروحاً". وكشف ديبلوماسي مصري مأذون له النقاب عن مقترحات اسرائيلية تسعى الى وضع إطار لمفاهيم الحل النهائي وأسسه يتم الاتفاق عليها مع الفلسطينيين لإعلانها في منتصف شباط فبراير المقبل، وتحديد مدة 12 شهراً سقفاً لمفاوضات الوضع النهائي. وتابع المصدر: "كما تعهد باراك بالإفراج عن كل السجناء الفلسطينيين خلال ستة أشهر على دفعات خلال محادثات الجانبين حول أسس الحل النهائي ومفاهيمه، وتشمل قضايا الوضع النهائي واللاجئين والحدود والقدس والمستوطنات وإعلان الدولة الفلسطينية. وكانت وزارة الإعلام المصرية أعدت طائرة خاصة أمس لنقل الصحافيين الى شرم الشيخ، لكن الرحلة أُلغيت في اللحظات الأخيرة بعد أن تجمع الصحافيون في المطار. وعن الدور المصري في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية قال المصدر: "نحن نقتنع بما يوافق الفلسطينيون عليه، والدور المصري والاميركي كان لتضييق الفجوات وفق ما تم الاتفاق عليه بين مفاوضي الجانبين على مدى الاسابيع الستة الماضية".