التفاؤل الأميركي بقرب استئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري، قابله امس اتهام رئيس الحكومة سليم الحص اسرائيل بتصعيد الوضع الأمني في الجنوب المستمر منذ ايام، رداً على اتهامات اسرائىلية ل"حزب الله" باللجوء الى هذا التصعيد. حمّل الرئيس الحص امس اسرائيل "مسؤولية التصعيد العدواني في الجنوب"، مشيراً الى "التهدئة هناك تتوقف عليها". ولفت الى انه ناقش مع السفير الاميركي في لبنان دايفيد ساترفيلد تطورات الوضع في الجنوب. وقال "ليس هناك أي جديد محدد بالنسبة الى موعد استئناف المفاوضات لكن هناك مساعي تبذلها الولاياتالمتحدة الاميركية واوروبا في هذا المجال". وقال ساترفيلد انه عرض والحص "اللقاءات التي عقدها في الأممالمتحدة بما فيها محادثاته مع المسؤولين في الخارجية الاميركية توماس بيكرينغ ومارتن انديك وراجعنا محادثاتنا الخاصة في اطار الاممالمتحدة مما يتعلق بمسيرة السلام، وتفاؤل انديك وبيكرينغ بالعودة قريباً الى طاولة المفاوضات على المسار اللبناني - السوري، والتزامنا مواصلة كل الجهود الممكنة حتى نشهد بداية المفاوضات في أقرب وقت ممكن وتتقدّم في اتجاه حل ناجح". وعن التصعيد في الجنوب، قال "اننا قلقون حياله. وناقشت ذلك مع الرئيس الحص وكانت لنا كذلك مناقشات مع الجانب الاسرائيلي وسائر الافرقاء المعنيين. ونحن نأسف لوفاة الجندي في الجيش اللبناني مخايل بو طنوس ولا نريد ان نرى لجوءاً الى العنف من جانب أي طرف، بل نريد أجواء ممهدة ومهيئة لمعاودة المفاوضات". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان "موضوع الانسحاب من لبنان سيكون محور نقاشات سيجريها رئيس أركان الجيش الاسرائىلي شاول موفاز في الأسابيع المقبلة مع القيادات العسكرية". واضافت "ان قيادة المنطقة الشمالية ناقشت الموضوع من دون التوصّل الى موقف محدد بعد"، لافتة الى ان "النقاش سيتركز على الانسحاب في اطار اتفاق أو من دونه وعلى مصير "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل. وعلى الصعيد الميداني، قُتل عنصر من "الجنوبي" وجُرح آخران في هجوم للمقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله"، في محيط رشاف، في القطاع الاوسط. واعترف مصدر عسكري اسرائىلي بالقتيل والجريحين، في حين أفادت مصادر "الجنوبي" عن جرح عنصرين منه. وعصراً سقط جريح من "الجنوبي" في عملية للمقاومة على الموقع نفسه. وأعلنت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائىلي" انها هاجمت موقعي السويداء وسجد. وتحدثت عن تحقيق اصابات. وطاول القصف الاسرائىلي العنيف صباحاً الحي الجنوبي لبلدة عربصاليم والاطراف الشرقية لبلدة كفرمان ومجرى نهر الزهراني والوادي الاخضر والجبل الرفيع ومزرعة عقماتا ومحيط سجد في اقليم التفاح، وكفرا وياطر ووادي صربين في قضاء صور. وأدى القصف على عربصاليم الى إشعال حرائق كبيرة امتدت الى محيط الاحياء السكنية، واجتاحت مساحات من كروم الزيتون والاشجار المثمرة. وأغارت طائرات حربية اسرائىلية على منطقة بين عربصاليم وحومين وحبوش ملقية صاروخي جو - أرض، ما أدى الى اشتعال حرائق. وأطلقت صباحاً زوارق حربية اسرائىلية نيران رشاشاتها على عدد من مراكب الصيادين قبالة شاطىء القليلة، جنوب صور. وكانت لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل اجتمعت صباحاً في مقرّ قيادة قوات الطوارىء الدولية في الناقورة للبحث في عدد من الشكاوى اللبنانية والاسرائىلية.