ظهرت خلافات بين قائد القوات الدولية في تيمور الشرقية الجنرال الاسترالي بيتر كوسغروف ونائبه الجنرال التايلاندي سونجكيتي تشاكربهات حول طريقة التعامل مع الميليشيات. واستنكر الجنرال التايلاندي قسوة الاستراليين في معاملة السكان، فيما قتل اربعة اشخاص في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في جاكارتا. رويترز، أ ف ب، أ ب - بدت بوادر خلاف شديد بالظهور في صفوف القوات الدولية في تيمور الشرقية خصوصاً بين القائد الاسترالي الجنرال بيتر كوسغروف ونائبه التايلندي الجنرال سونجكيتي تشاكاربهات الذي استنكر قسوة الاستراليين في تعاملهم مع السكان. واعلنت جاكارتا امس انها ستسلم القوات الدولية السلطة في تيمور الشرقية خلال ايام. واتهم الاستراليون الجيش الاندونيسي بتنظيم حملة تخريب في الاقليم انتقاماً من سكانه الذين صوّتوا لمصلحة الاستقلال. واستمرت التظاهرات في المدن الاندونيسية واعلن عن قتل اربعة اشخاص في اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة. خلافات وبدت امارات شقاق واضحة بين الجنرال كوسغروف ونائبه التايلاندي حول استخدام القوة مع عناصر الميليشيا. وقال مصدر كبير في القوات التايلاندية ان الجنرال سونجكيتي تشاكربهات يشعر بقلق من النبرة المتعالية لقائده. وكان مقرراً ان يجري سونجكيتي محادثات في جاكارتا امس مع الجنرال ويرانتو قائد القوات الاندونيسية بشأن تخفيف التوتر في تيمور الشرقية. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع التايلاندية في بانكوك: "لن نوجه الرشاشات الى رؤوس الناس مثلما رأينا الجنود الاستراليين يفعلون على شاشات التلفزيون". وأردف: "هذا لا يبدو شيئاً جيداً… انه امر مرعب". ولكن كوسغروف قال ان لديه ثقة كاملة في نائبه ولا يشك فيه اطلاقاً، موضحاً ان "تايلاندا دولة صديقة جداً لكل من في المنطقة". تظاهرات من جهة اخرى استمرت تظاهرات في جاكارتا لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على الوجود الدولي في تيمور الشرقية وعلى مشروع قانون يعطي الجيش صلاحيات اوسع. وذكرت تقارير أن أربعة أشخاص من بينهم ضابط في الشرطة قتلوا وجرح حوالى مئة آخرين في اشتباكات اندلعت الخميس واستمرت امس في العاصمة الاندونيسية بين الشرطة وآلاف الشبان الاندونيسيين المحتجين على قانون أمني جديد. وفي اليوم الثاني لأضخم تظاهرة شهدتها البلاد منذ أكثر من عام رشق الطلاب الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة وأحرقوا عشر عربات على الاقل من بينها عدد من حافلات شرطة مكافحة الشغب فيما استخدمت قوات مكافحة الشغب العصي والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وشلت الحركة وسط العاصمة وأغلقت معظم المحلات. وقال أحد شهود العيان اليوم أن مزيداً من أعمال العنف والنهب وقع بعد فترة وجيزة من الهدوء. وأعلنت الشرطة أن 39 شخصاً أصيبوا بجروح من بينهم 18 ضابطاً من البحرية وستة من ضباط الشرطة. إلا أن الطلاب ومصادر المستشفيات قدرت عدد الجرحى بمئة. وذُكر أن عدداً من الجرحى أصيبوا بأعيرة نارية. السلطة على صعيد آخر اعلنت اندونيسيا امس انها ستسلم السلطة في تيمور الشرقية الى القوات الدولية خلال ايام، غير انها ستبقي 4500 جندي في الاقليم شهراً تقريباً. وقال الجنرال كيكي سياهناكري قائد القوات الاندونيسية في تيمور الشرقية خلال مؤتمر صحافي ان الدفعة الاولى من 11500 جندي اندونيسي ستغادر الاقليم اليوم. واضاف ان القوات الباقية وقوامها 4500 جندي ستغادر تدريجاً، خلال الشهر المقبل. وسئل عن نقل زمام الامور في الاقليم الى القوات الدولية التي تقودها استرالىا فأجاب: "من المقرر تنفيذ ذلك الاسبوع المقبل". واعترف سياهناكري بأن الجيش الاندونيسي عجز عن السيطرة على الموقف في تيمور الشرقية التي يعتقد ان آلافاً من سكانها قتلوا على يد الميليشيات المؤيدة لجاكارتا خلال الاسابيع الاخيرة، في اعقاب الاستفتاء الذي صوت فيه السكان باغلبية ساحقة لمصلحة الاستقلال. وتصاعدت اعمدة كثيفة من الدخان من مبان عدة في ديلي. وقال عامل اغاثة اجنبي ان القوات الاندونيسية "تدمر هذا المكان". ويبدو ان اندونيسيا تنظم حملة تخريب لمعاقبة تيمور على اختيارها الاستقلال. وظلت جاكارتا تفاخر طوال عقدين تقريباً بما أنجزته من تطوير في الاقليم بعد اعوام طويلة من الاهمال خلال حكم الاستعمار البرتغالي.