منيت حركة "طالبان" بانتكاسة عسكرية خطيرة امس بعدما سيطرت قوات المعارضة بقيادة الجنرال احمد شاه مسعود على ولاية تخار، شمال افغانستان، وواصلت تقدمها في ولاية قندوز المجاورة. وأتى هذا التطور في الموقف العسكري وسط انباء عن إفراج مسعود عن 50 أسيراً لپ"طالبان" وعن استعداده لبدء حوار معها. وأعلن متحدث باسم مسعود ان قواته استعادت ليلة السبت مدينة طالقان، عاصمة ولاية تخار. وقال محمد عارف: "سيطرنا على طالقان وقد أخلتها طالبان"، مؤكداً بذلك تصريح القائم بأعمال افغانستان في طاجيكستان، وهو من المعارضة. وقال عارف ان سقوط طالقان، حيث كان مقر قيادة مسعود سابقاً، يعود ايضاً الى استياء السكان من الادارة التي أقامتها "طالبان" بعد استيلائها على المدينة في آب اغسطس الماضي. وأشار الى موقع طالقان الاستراتيجي الذي يسمح بتأمين المؤن للمناطق الخاضعة لقوات مسعود. وعلمت "الحياة" من مصادر أفغانية مطلعة ان "طالبان" فقدت 850 أسيراً، وعدداً كبيراً من الدبابات والعربات المصفحة، فيما قالت مصادر المعارضة ان قواتها أسرت 2000 من مقاتلي "طالبان" واستولت على 180 دبابة وشاحنة عسكرية. وبررت مصادر "طالبان" تراجعها أمام مسعود بأنها فوجئت بمقاتلين من المعارضة قدموا من ايران الى افغانستان عبر طاجيكستان وكان لهم الدور الرئيسي في مفاجأة مقاتلي الحركة. يذكر ان مسعود أصبح العقبة الوحيدة أمام سيطرة "طالبان" على افغانستان كلها، لذا ركزت كل جهودها العسكرية لمحاربته، ووجهت اليه تحذيراً شديد اللهجة انذرته فيه بالاستسلام خلال عشرة ايام وإلا تعرض لهجوم شامل على معقله في وادي بنغاشير. لكن انتصاره أمس فتح أمامه كل الطرق الى طاجيكستان التي تمده بالمساعدات.