أكد منسق مؤتمر قبرص للصلح الأفغاني همايون جرير ان لجنة منبثقة عن المؤتمر ستجري خلال أيام محادثات مع حركة "طالبان" الأفغانية والمعارضة بزعامة الجنرال احمد شاه مسعود من اجل رعاية وقف النار في شهر رمضان المبارك، وقال جرير في اتصال هاتفي مع "الحياة" من طهران بأن اللجنة ستضم بعض القادة الأفغان ممن يحظون بالثقة لدى الطرفين المتحاربين. في غضون ذلك، طالب زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي بدعم المقاتلين الشيشان ليتمكنوا من الدفاع عن انفسهم وحقوقهم في وجه القوات الروسية الغازية. كما أدى عدد كبير من الشعب الأفغاني صلاة خاصة في مساجد العاصمة كابول وكذلك قندهار معقل الحركة من اجحل الدعاء للمجاهدين الشيشان في حربهم ضد القوات الروسية. وقال راديو الشريعة الذي تديره "طالبان" ان الأفغان مدعوون للصلاة من اجل اخوانهم الشيشان في وقت يصمت المجتمع الدولي إزاء المجازر التي ترتكب ضد الشعب الشيشاني. وعلمت "الحياة" من مصادر موثوقة ان الطرفين المتحاربين قبلا وساطة اللجنة التي ستلتقي مع قادة الحركة في كابول وقندهار وكذلك مع زعيم المعارضة احمد شاه مسعود، واستناداً للمصادر الأفغانية فان اتصالات هاتفية اجراها القيّمون على مؤتمر قبرص، الذي عقد مؤتمره الثالث على التوالي من اجل احلال السلام في افغانستان ويضم شخصيات افغانية سياسية واجتماعية وقبلية بارزة، مع الطرفين المتحاربين أسفرت عن انتزاع موافقتهما على الوساطة. ويرى المراقبون السياسيون ان موافقة "طالبان" جاءت في الوقت الذي شن زعيم الحركة الملا محمد عمر هجوماً عنيفاً على مؤتمر روما الذي دعا اليه الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه واتهمه بحصوله على دعم غربي ودولي من اجل استبعاد "طالبان" من الساحة السياسية. ولا يستبعد البعض ان تكون موافقة "طالبان" والمعارضة على الوساطة ترمي الى اضعاف واجهاض مؤتمر روما الذي يرى الفريقان المتنازعان انه يعمل على ابعادهما عن الساحة السياسية الأفغانية. ومن المتوقع ان يعقد مؤتمر قبرص لاحلال السلام في افغانستان مؤتمره الرابع في طهران قبل عيد الفطر المبارك، وسيضم حوالي 150 شخصية افغانية تمثل الولايات والأقاليم في خطوة وصفها المراقبون بأنها سباق محموم بين مؤتمر الملك السابق ومؤتمر قبرص على الفوز برصيد ايجاد حل سلمي للأزمة الأفغانية. من جهة اخرى، وصلت قافلة اغاثة تابعة للامم المتحدة تحمل مساعدات طارئة لعشرات الالاف من الافغان الى وادي بانجشير معقل المعارضة امس بعدما اجتازت عدداً من خطوط المواجهة. وغادرت القافلة المؤلفة من ثماني شاحنات تحمل 90 طناً من القمح وملابس الشتاء كابول ووصلت الى الوادي، وهو معقل احمد شاه مسعود ويقع على مسافة حوالي 120 كيلومتراً شمالي كابول. وفر الكثير من اللاجئين الى بانجشير عقب بدء "طالبان" هجوماً في آب اغسطس الماضي لسحق آخر اكبر قوات للمعارضة. وتمثل هذه المساعدات جزءً من خمسة آلاف طن تأمل الاممالمتحدة ان ترسلها الى الوادي لمساعدة ما يقدر بنحو 65 الف شخص شردهم القتال بين "طالبان"، التي تسيطر على 90 في المئة من البلاد، وقوات مسعود. وتطلب ارسال القافلة اجراء مفاوضات حساسة بين المنظمة الدولية و"طالبان" للحصول على ضمانات امنية لعبور جبهات القتال التي تهدأ شيئاً فشيئاً مع قدوم الشتاء القارس في افغانستان. وازيلت الغام من الطريق البري الذي اختير لتعبر منه الشاحنات. وتوقع عمال اغاثة وصول 640 طناً اخرى من المساعدات خلال الايام القليلة المقبلة، على ان تصل بقية الامدادات بنهاية الشهر الحالي او مع بداية كانون الثاني يناير.