اقر وزراء نفط الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك في اجتماعهم الموسع في فيينا أمس استمرار العمل بتخفيضات الانتاج التي اقرتها المنظمة في اجتماعها السابق حتى آذار مارس سنة 2000 على الاقل، ودعوا الى مزيد من التزام تخفيضات الانتاج. وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف اليوسفي أمس ان الوضع في سوق النفط ما زال هشاً وما زالت المخزونات مرتفعة. واضاف في كلمته في افتتاح مؤتمر "اوبك" الوزاري ان التوازن بين العرض والطلب لم يكد يبدأ، مشيراً الى ان هذا التقويم يظهر ايضاً انه لا يوجد نقص في النفط المعروض في السوق وان مستويات المخزون ما زالت مرتفعة ويمكن ان يكون لها في اي وقت تاثير سلبي على الاسعار. وابدى اليوسفي سروره للمستوى الذي وصلت اليه اسعار النفط حالياً، قائلا ان الاسعار "بلغت مستويات مقبولة". واشار الى انه مقتنع بانه مع "استمرار الدرجة العالية نفسها من الالتزام من جانب الدول الاعضاء التي شهدناها حتى الان سنحقق في الفترة المتبقية حتى آذار مارس توازناً افضل واكثر استمراراً". واردف ان التغيير الاساسي في اوضاع السوق كان نتيجة تضامن قوي واحساس بالمسؤولية من دول "اوبك" اضافة الى تعاون من دول خارج المنظمة وفي مقدمها المكسيك والنروج وسلطنة عمان وروسيا. وحضر اجتماع المنظمة أمس كمراقب ممثلون من دول منتجة من خارج المنظمة. وقال اليوسفي ان الاجتماع الحالي سيختار اميناً عاماً جديداً للمنظمة. واعلنت "اوبك" أمس ان وزير النفط القطري عبدالله العطية عين أمس رئيساً جديداً ل"اوبك" ليحل محل وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف اليوسفي. وعيّن وزير الطاقة والتعدين الفنزويلي علي رودريغيز رئيساً مناوباً للمنظمة. ويتناوب اعضاء "اوبك" رئاسة المنظمة كل ستة اشهر. واستبعد العطية درس وزراء "اوبك" أي مقترحات في شأن اوضاع السوق النفطية او مستوى الاسعار. وقال رداً على سؤال ل"الحياة" قبل بدء المؤتمر ان "الحديث عن مستوى الاسعار متباين القبول بين الدول الاعضاء وبالتالي فان عملية درس المقترح الفنزويلي وضع آلية لتحديد الاسعار ربما تحتاج مزيداً من البحث بين الوزراء، اضافة الى ان اوضاع السوق لم تستقر استقراراً كاملاً حتى الآن والافضل ان لا نستبق الاحداث"، مشيراً الى ان "موضوع المخزون العالمي ما زال مصدراً من مصادر عدم الاستقرار في السوق النفطية وهو فاعل للتأثير على الاسواق في أي وقت". وعن الرؤية المستقبلية قال: "نبحث عن عودة التوازن وصولاً الى رضا المستهلكين والمنتجين". ورفض التعليق على تقارير تناولت ابعاد زيادة اسعار النفط على معدلاتها الحالية، مشيراً الى عدم دقة هذه التقارير. وكانت لجنة مراقبة السوق التابعة ل"اوبك" وتضم ايران والكويت بالاضافة الى الامين العام ريلوانو لقمان اجتمعت أول من أمس وقيمت اوضاع السوق ومدى التزام الدول الاعضاء تخفيضات الانتاج المتفق عليها. واعلنت اللجنة ان معدل انتاج "اوبك" بما فيه انتاج العراق للاشهر الخمسة من نيسان ابريل الماضي بلغ 26.1 مليون برميل يومياً، مشيرة الى ان نسب التزام الدول خفض الانتاج ما يزال جيداً فيما بقيت نسب المخزون مرتفعة. وفي الاسواق الدولية، ارتفعت اسعار النفط في بورصة البترول الدولية في لندن عند افتتاح السوق أمس بعد ان هبط المخزون الاميركي مقترباً من ادنى مستوياته منذ نحو عامين، فيما راهن التجار على ان الاجتماع الوزاري ل"اوبك" لن يسفر عن أي مفاجآت. وارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الثاني نوفمبر عند الفتح عشرة سنتات الى 22.87 دولار للبرميل وواصل ارتفاعه الى 22.89 دولار للبرميل بعد الظهر. وفي غياب انباء جديدة من فيينا عند افتتاح الاسواق حدد تراجع المخزون النفطي في الولاياتالمتحدة، اكبر مستهلك للنفط في العالم، اتجاه السوق. واظهرت البيانات رويترز التي اصدرها معهد البترول الاميركي مساء أول من امس ان المخزون هبط نحو 800 الف برميل خلال اسبوع حتى 17 ايلول سبتمبر الجاري ليصل مستوى الاحتياط الى 309 ملايين برميل وهو ادنى مستوى منذ نهاية عام 1997. ووصل الى فيينا رويترز مجموعة من صغار منتجي النفط في الولاياتالمتحدة للاعراب عن تأييدهم لمساعي "اوبك" الرامية الى ابقاء أسعار النفط في مسار صعودي. وقال ممثلون لرابطة منتجي البترول المستقلين في الولاياتالمتحدة انهم يريدون ان يشهدوا بأنفسهم مدى عزم "اوبك" على المضي في جهودها التي أدت الى مضاعفة أسعار النفط في السنة الجارية.