من المقرر ان يزور وفد نفطي فنزويلي رفيع السعودية في السابع عشر من الشهر الجاري ضمن جولة للوفد تشمل عواصم منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بدأت أمس الأربعاء للدعوة الى قمة نفطية في كاراكاس. وقال خبير اقتصادي سعودي ل"الحياة" طلب عدم كشف اسمه ان السعودية ستبدي مرونة تجاه القمة "فالسياسة السعودية لا تفضل الرفض لمجرد الرفض" لافتاً إلى ان بلاده كانت صاحبة المبادرات الرئيسية في تنحية خلافات دول "أوبك" جانباً والاتفاق على سلسلة من خفوضات الانتاج دعمت اسعار النفط التي قاربت على الانهيار خلال العام الماضي. وأوضح المصدر ان زيارة الوفد تهدف، اضافة الى الدعوة للقمة النفطية، الى مراجعة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين بعد فتور نشأ عن موقف الادارة الفنزويلية السابقة التي سلمت السلطة في الثاني من شباط فبراير الماضي للإدارة الجديدة. وتطمح فنزويلا الى استضافة القمة التي ستحضرها دول من خارج "أوبك" كمراقبين في نهاية السنة الجارية او مطلع السنة المقبلة على ابعد تقدير، على ان يتم تحديد جدول الاعمال وتفاصيل المؤتمر خلال جولة الوفد. ويشار الى ان السعودية نجحت خلال العام الماضي والنصف الاول من السنة الجارية في اقناع دول "أوبك" خفض الانتاج النفطي والالتزام بشكل صارم بحصص الانتاج ما اوصل سعر برميل النفط الى معدلات تعتبرها السعودية "معقولة". من جهة اخرى استبعد يوسف يوسفي رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وزير النفط الجزائري أمس أي زيادة في انتاج المنظمة قبل آذار مارس سنة 2000. وقال ان أعضاء المنظمة متفقون في الرأي على ابقاء العمل بالتخفيضات الانتاجية على رغم ارتفاع الاسعار. وطالب يوسفي المنتجين بتوخي الحرص الشديد، قائلاً ان مخزونات النفط مازالت مرتفعة. وقال يوسفي في مقابلة في العاصمة الجزائرية: "نعم سنبقي على اتفاقنا حتى آذار سنة 2000. وأقول هذا بعد اتصالات مع زملائي في أوبك. وهذا هو الاجماع داخل أوبك". وكانت "أوبك" اتفقت في وقت سابق من السنة الجارية على استمرار العمل بالقيود على الصادرات لمدة سنة حتى نهاية اذار مارس المقبل. ومنذ ذلك الحين سجلت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً وتجاوز سعر خام "برنت" القياسي هذا الاسبوع مستوى 18 دولاراً للبرميل للمرة الاولى منذ 18 شهراً. وحدد وزراء "أوبك" لسعر النفط نطاقاً مستهدفاً بين 18 و20 دولاراً لخام "برنت". لكن سعر خام "برنت" للعقود الآجلة تسليم آب اغسطس تراجع صباح أمس في بورصة النفط الدولية الى ما دون 18 دولاراً للبرميل، وعاد الى الارتفاع بعد الظهر الى 18 دولاراً. وقال يوسفي انه لا يتوقع ان تعود سوق النفط الى التوازن تماماً قبل نهاية السنة. واستبعد مخاوف من ان تكون الاسعار قد ارتفعت أكثر من اللازم. وأضاف يوسفي: "مستوى المخزونات مازال مرتفعاً للغاية. ومازال على المنتجين ان يتوخوا الحرص وأعتقد ان التوازن سيتحقق بنهاية السنة أو بداية السنة المقبلة". وحض المنتجين على عدم الخروج عن التعهدات الانتاجية بسبب ارتفاع الاسعار في الاشهر الاخيرة. وزاد: "يجب الا يغريهم الوضع الحالي على عدم تطبيق الاتفاق بحذافيره". وقال ان "أوبك" شكلت مجموعة عمل اجتمعت للمرة الاولى في أيار مايو الماضي وستجتمع مرة أخرى في ايلول سبتمبر للعمل على ضمان استعداد "أوبك" للتطورات المستقبلية في الاسواق. وأضاف: "نحن لا نريد ان تتكرر أزمة 1998". الى ذلك ستعقد اللجنة الوزارية لمراقبة السوق التابعة ل "أوبك" اجتماعاً في فيينا في 30 تموز يوليو الجاري لمراجعة التزام تعهدات خفض الانتاج. وستراجع اللجنة التي سترأسها ايران وتضم وزراء نفط نيجيريا والكويت مدى التزام الدول اتفاق خفض الانتاج الذي اقرته المنظمة في مؤتمرها الوزاري في آذار مارس الماضي في فيينا والتخفيضات السابقة، علماً ان اللجنة ليس لديها السلطات لاتخاذ القرارات. واظهر مسح أجرته "رويترز" ان الدول الاعضاء في "أوبك" رفعت معدل التزامها التخفيضات الانتاجية في الشهر الماضي الى 89 في المئة من 85 في المئة في أيار مايو. وأظهر المسح ان "أوبك" خفضت انتاجها 290 ألف برميل يومياً الى 25.85 مليون برميل يومياً. ومن المقرر عقد اجتماع شامل يضم وزراء دول "أوبك" ال 11 في فيينا في 22 ايلول سبتمبر المقبل.