جاكارتا، سيدني - رويترز، أ ب، د ب أ - ما زالت ردود الفعل الشعبية المعادية لاستراليا تتصاعد في جاكارتا، ويشعر الاندونيسيون ان جارتهم وحليفتهم سعت الى اذلالهم، من خلال قيادتها القوة المتعددة الجنسيات في تيمور الشرقية. وعمدت مجموعة من المتظاهرين الى اقتحام القنصلية الاسترالية في مدينة ميدان، فيما اطلق آخرون الرصاص على السفارة في جاكارتا. وقال شهود ان متظاهرين اندونيسيين احتلوا القنصلية امس واحرقوا العلم الاسترالي ورفعوا مكانه العلم الاندونيسي. وتظاهر مئات من الطلاب في مدينة ميدان كبرى مدن جزيرة سومطرة ضد ما وصفوه بتدخّل كانبيرا في تيمور الشرقية. بين جاكارتاوكانبيرا ويتساءل كثير من الاندونيسيين: هل عمدت استراليا الى اذلال جارتها العملاقة من خلال تشكيلها قوة تدخل دولية لضمان حصول شعب تيمور الشرقية على الحرية التي وُعد بها؟ اما ان اندونيسيا هي التي ضايقت حليفها السابق من خلال سماحها بما حدث في تيمور الشرقية التي ما زالت تعتبر جزءاً من الجمهورية على رغم تصويت سكانها 800 الف نسمة مع الاستقلال؟ ان الاجابة التي اعطاها المحللون في جاكارتاوكانبيرا على كلا السؤالين، كانت "نعم". وقد واجهت استراليا اتهاماً بأنها اتخذت مواقف لاقناع الرئيس يوسف حبيبي بأن يتخطى جنرالاته ويسمح باجراء استفتاء في تيمور الشرقية، تحت اشراف الاممالمتحدة. وبعد ذلك دعت المجتمع الدولي للتأكد من تطبيق نتيجة التصويت وحصول نصف الجزيرة على حريته. وتقول مستشارة حبيبي لشؤون الامن القومي فورتونا انور ان استراليا "تستحق النار التي تتعرض لها". وتشير فورتونا، وهي خريجة جامعة موناش الاسترالية في مدينة ملبورن، الى التظاهرات اليومية التي تُنظّم خارج السفارة الاسترالية في جاكارتا، والى عمليات حرق الاعلام الاسترالية والى المقالات اللاذعة باعتبارها دليلاً على مدى الكراهية التي بات يكنّها الاندونيسيون لجارتهم. وتضيف انور: "هناك قدر كبير من العداء. ان المسألة في طريقها الى ان تصبح قضية قومية". وتشير الى ان تلك المشاعر رد فعل على المشاعر المعارضة لاندونيسيا في استراليا. غير ان العامل الاساسي وراء ذلك العداء هو الاحباط، فهناك شعور بالاحباط من الاداء العسكري للبلاد، ومن التشويه الذي تعرضت له السمعة الدولية للبلاد. واصبحت استراليا كبش الفداء الذي يمكن تحميله المسؤولية. وتقول فورتونا كان من المفترض ان تكون استراليا القوة الغربية الوحيدة التي تعترف بضم اقليم تيمور الشرقية الى اندونيسيا، كما انها الدولة الوحيدة التي وقّعت جاكارتا معها اتفاقاً دفاعياً انتهكته كانبيرا الاسبوع الماضي. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد ان الحكومة الاسترالية السابقة انتهجت سياسية ازاء اندونيسيا قوامها اعطاء الاولوية القصوى للعلاقات مع جاكارتا وهذا يعني الامتناع عن تأييد النزعات الانفصالية لابناء اقليم تيمور الشرقية. غير ان نتيجة الاستفتاء الذي اجري في الاقليم الشهر الماضي غيّرت الوضع تماماً. وفي النهاية، اضطرت كانبيرا الى اعلاء المبادئ فوق سياسة المصالح. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر: "من المهم ان تكون لنا علاقات بناءة مع اندونيسيا ولكن من المهم ايضاً الا تكون هذه العلاقات على حساب المدنيين في تيمور". واضاف ان العلاقات الحميمة مع اندونيسيا انتهت عندما امتنعت جاكارتا عن الايفاء بوعدها. وتابع: "لا يمكن ان نتوقع ان يتجاهل الشعب الاسترالي الافعال البربرية التي ارتكبت في الاقليم". وفي جاكارتا صرح مسؤول في السفارة الاسترالية امس ان نيراناً أُطلقت على مبنى السفارة مساء الاثنين مما الحق اضراراً بعدد من المكاتب لكن لم تقع اصابات. وقال المتحدث باسم السفارة ان "النيران أُطلقت على ثلاثة مكاتب خالية في السفارة". واضاف المتحدث انه "طلب من السلطات اتخاذ اجراءات كافية لحماية السفارة". وان السلطات الاندونيسية تبدي تعاوناً ملحوظاً وانها تحقق في الحادث.