قال الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان المنظمة الدولية هي التي تقرر تشكيلة القوة المتعددة الجنسيات التي سترسل الى تيمور الشرقية. وجاء ذلك في وقت طالبت لجنة برلمانية عليا في اندونيسيا باستبعاد استراليا ونيوزيلاندا والولاياتالمتحدة والبرتغال من القوة الدولية التي سنتشر في تيمور الشرقية. وشهد الشارع الاندونيسي رد فعل شعبياً عنيفاً ضد الغرب وذلك عقب موافقة حكومته على الانتشار الدولي في الاقليم. واقتحم مئات المتظاهرين مقر القنصلية الاسترالية في جاوه وأحرق آخرون أعلام الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة. نيويوركالاممالمتحدة، جاكارتا، اوكلاند - اف ب، د ب ا- قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الاثنين رداً على سؤال حول تشكيلة القوة التي ستعمل على اعادة السلام الى تيمور الشرقية ان "الاممالمتحدة ومجلس الامن سيقرران" ذلك. واضاف انه "مصمم على ارسال القوة باسرع ما يمكن". وبدا ذلك رداً على طلب دول اسيوية ومسؤولين اندونيسيين ان تتشكل القوة من دول اسيوية وتستثنى منها الدول الغربية. وقالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الاندونيسي عائشة اميني في مؤتمر صحافي امس ان "الدول التي تفتقر الى الحياد في مشكلة تيمور الشرقية مثل استراليا ونيوزيلاندا والبرتغال والولاياتالمتحدة، لا تستحق المشاركة في قوة حفظ السلام وعلينا ان نرفضها". واكدت ان "هذا موقف البرلمان"، معربة عن تفضيلها تشكيل قوة من رابطة دول جنوب شرقي اسيا اسيان. وناقش الزعماء المشاركون في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادىء ايبك في اوكلاند امس، تفاصيل قوة حفظ السلام التي ستنشر في تيمور الشرقية لاعادة النظام والامن الى الاقليم، فيما يغادر اوكلاند الى العاصمة الاندونيسية وزير الخارجية التايلاندي سورين بيتسوان الذي ترأس بلاده حاليا رابطة "اسيان" ليناقش مع المسؤولين الاندونيسيين تفاصيل تشكيل قوة السلام. وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي انه يضع ثقته في كوفي أنان وفي مجلس الامن لاتخاذ موقف ايجابي والمساهمة في حل مشكلة تيمور الشرقية "بالحكمة لا بالعواطف". ورجحت مصادر المشاركين في قمة "ايبك" ان تشارك في القوة الدولية لتيمور الشرقية غالبية دول المنتدى الاقتصادي وعددها 21 دولة كما رجحت ان تقودها استراليا التي ابدت استعدادها لذلك. وتوجه وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر الى نيويورك امس لمناقشة خطة الانتشار الدولي في تيمور الشرقية مع وزير الخارجية الاندونيسي على العطاس ومسؤولي الاممالمتحدة0 وقال وزير الاقتصاد الاندونيسي ان "القضية ستكون موضع مفاوضات مع الاممالمتحدة"، مشيراً الى ان تشكيل القوة وتوقيت نشرها، تفاصيل سيبحثها وزير الخارجية" في نيويورك. وقال داونر ان القوة الدولية لحفظ السلام التي ستنشر في تيمور الشرقية يجب ان تتمتع بسلطات اكبر من التي تتمتع بها تلك المنتشرة في البوسنة. ورأت بريطانيا انه ليس من حق اندونيسيا ان تحدد الدول المشاركة في قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في تيمور0 وقال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ان استراليا هي الاقدر على قيادة هذه القوة مهما كانت اعتراضات جاكارتا، وان قوة السلام يجب ان تكون مستعدة لتولي مهامها خلال اسبوع. عنف وتظاهرات وفي تيمور الشرقية، واصلت الميليشيات المؤيدة لجاكارتا والمدعومة من عناصر داخل القوات المسلحة حملتها الارهابية وتحدثت تقارير عن وقوع مزيد من أعمال العنف وعمليات الترحيل القسري على نطاق واسع. وفي المقابل، شهدت إندونيسيا امس رد فعل شعبياً عنيفاً ضد الغرب وذلك عقب موافقة حكومتها على إرسال قوة حفظ سلام إلى تيمورالشرقية. واقتحم مئات المتظاهرين مقر القنصلية الاسترالية في جاوه وأحرق آخرون أعلام الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة. وفي مدينة سورابايا ثاني اكبر المدن الاندونيسية، هاجم محتجون على التدخل الاجنبي في تيمور الشرقية مكتب ممثل استراليا في المدينة. وقال شهود ان الموظفين في المكتب فروا دون ان يمسسهم أذى. وتجمع محتجون في وقت سابق قرب القنصلية الاميركية في المدينة وهتف المتظاهرون: "مستعدون للموت من أجل تخليص بلادنا من القوات الاجنبية". وفي اوكلاند، اعلنت الولاياتالمتحدة امس ان عدد النازحين في تيمور يقدر بحوالي 200 الف يعاني معظمهم من نقص الطعام. وقال ساندي بيرغر مستشار الرئيس الاميركي للأمن القومي للصحافيين ان خوسيه راموس هورتا زعيم المقاومة التيمورية اورد هذا الرقم خلال محادثاته امس مع كلينتون وان المسؤولين الامريكيين يعتقدون ان هذا الرقم حقيقي. وأعلن هورتا ان نساء تيمور الشرقية ينتحرن كي لا يتعرضن للاغتصاب او القتل على ايدي الجنود الاندونيسيين. وقال : "علمت بأن جميع القرى في الاقليم دمرت وان السكان يتعرضون لاطلاق النار. وانتحر العديد من النساء. فهن يفضلن الانتحار بدلاً من ان يقعن بين ايدي الوحدات الخاصة التي تغتصبهن امام ازواجهن قبل ان تقتلهن". القاء مساعدات الى ذلك، اعلنت المفوضة العليا لحقوق الانسان لدى الاممالمتحدة ماري روبنسون امس ان اندونيسيا سمحت بالبدء بالقاء مساعدات من الجو الى السكان الذين نزحوا هرباً من المجازر الى جبال تيمور الشرقية. وقالت ان عملية القاء المساعدات يمكن ان تبدأ اعتباراً من الثلثاء وستشارك فيها الولاياتالمتحدةواستراليا. وكان اكثر من 120 الف شخص، فروا من تيمور الشرقية بعد التصويت الذي حقق فيه مناصرو استقلال المستعمرة البرتغالية السابقة التي ضمتها اندونيسيا في 1976 فوزاً ساحقاً. من جهته، قال بريان كيلي الناطق باسم الاممالمتحدة في جاكارتا ان "عشرات الالاف ومن المحتمل مئات الالاف من الناس موجودون في الجبال". وحسب المعلومات الواردة من تيمور الشرقية فان اولئك الاشخاص المحرومين من الغذاء والماء يقتاتون على الاعشاب البرية.