باتت مسألة المقاطعة العربية لشركة "ديزني" مطروحة بقوة بعد فشل الشركة في طمأنة الجامعة العربية وجماعات الضغط الاميركية الى ان المعرض الذي تنظمه في فلوريدا لمناسبة الالفية الثالثة، لن يظهر القدس ك "عاصمة لاسرائيل". وفيما اعتبرت الجامعة العربية ان هذه التطمينات "خديعة"، اشارت منظمات اميركية عربية الى انها تطمينات لم تمس الجوهر، وان المضمون لا يزال يشير الى القدس على أنها عاصمة لاسرائيل. وطالب الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد شركة "ديزني" ب"إعادة نظر كاملة في موقفها من هذا الموضوع الخطير"، معتبراً أن تطمينات الشركة بعدم وجود إشارة الى القدس على أنها عاصمة لإسرائيل "خديعة"، ومحذراً الشركة من خسارة تعاملها مع العالم العربي اذا استمرت على هذا الوضع "الذي نعتبره خطيراًَ بالنسبة الينا جميعاً". وحدد عبدالمجيد المطالب العربية التي تنهي المشكلة في "إزالة كل أثر وكل إشارة للقدس في جناح اسرائيل، وإلا فإنني سأطلب من وزراء الخارجية العرب ان ينظروا في علاقة العالم العربي والاسلامي والمسيحي مع الشركة". وأوضح الناطق باسم الجامعة المستشار طلعت حامد ان عبدالمجيد دعا الى اجتماع طارئ للجنة الدائمة للاعلام العربي في 22 الجاري للبحث في موضوع "ديزني" وبلورة موقف عربي موحد حياله قبل اجتماعات وزراء الخارجية العرب. وأكد ان اللجنة التي شكلتها الجامعة لمشاهدة الجناح الاسرائيلي رأت انه يتعاطى مع القدس بما يمس الحقوق الأصلية للعالمين العربي والاسرائيلي. وكان عبدالمجيد تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الاعلام والثقافة في دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان جدد فيه تصميم دولة الامارات مع الجامعة العربية على مواصلة الحملة ضد شركة "ديزني" ما لم تتراجع في السماح لإسرائيل بتضمين جناحها في المعرض "وثائق مزيفة" عن تاريخ القدس. وفي السياق نفسه، اكد المدير التنفيذي ل"المنظمة الاسلامية الاميركية للقدس" خالد الترعاني ل"الحياة" ان المشكلة مع "ديزني" لم تُحل، بل هي مرشحة للتصعيد، مشيراً الى ان المنظمة ستعقد مؤتمراً صحافياً في واشنطن اليوم لتعلن فيه مقاطعة عالمية لشركة "ديزني" في حال عدم تراجعها. واوضح انه "رغم ان ديزني الغت اي اشارة في المعرض الى ان القدس عاصمة لاسرائيل، إلا ان كل المضمون يشير الى ذلك". واضاف ان الفيلم الذي سيعرض في الجناح الاسرائىلي والذي قالت "ديزني" بأنه "سيبرز اهمية الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام". وقال ان "ديزني" تعاملت بعدم اهتمام مع الاستفسارات العربية عن المعرض، كما انها لم تجب في ردها على رسالة الجامعة العربية على اي بند من البنود التسعة التي اثارتها وهي: تعامل الجناح الاسرائيلي مع القدس كجزء لا يتجزأ من اسرائيل، وتجاهلها قرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن التي تعتبر القدس مدينة محتلة بجزئيها الشرقي والغربي، وتجاهلها قرارات اخرى تعتبر ضمها القدس لاغياً، وتجاهلها شبه الكامل للعلاقة التاريخية التي تربط المسلمين والمسيحيين بالقدس وتجاهل الوجود الفلسطيني في القدس واعطاء انطباع بتجانس المجتمع الموجود في القدس وتساويه اقتصادياً وسياسياً". ومن جانبه، قال رجل الاعمال السعودي الامير الوليد بن طلال، وهو كبار المساهمين في "يورو ديزني" في باريس لوكالة "رويترز" ان مقاطعة العرب ل"ديزني" ستكون لها نتائج عكسية. وقال انه "اذا قاطع العرب ديزني فإن اسرائيل ستفوز، اذ سيؤثر ذلك سلباً على صورتهم في الولاياتالمتحدة". واضاف انه تلقى تأكيدات من "ديزني" بأن المعرض لن يتضمن الوصف الذي اغضب الدول العربية والاسلامية واثار تهديدات المقاطعة. وقال ان القضية الاساسية هي ان العرب تمكنوا من الحصول على تنازلات من الشركة وجعلوها تغير التسمية "القدس عاصمة اسرائيل" وكذلك جانباً من المضمون. وتابع انهم دفعوا "ديزني" لأن تقول انها لا ترعى الجناح الاسرائيلي وان هذا ليس موقفها بل موقف اسرائيل. واضاف "ان العرب حققوا اقصى مكاسب ممكنة ولا يعتقد ان هناك حاجة لما هو اكثر او لمزيد من الاجراءات". وزاد انه على اتصال ب"ديزني" والامين العام للجامعة وجماعات الضغط العربية الاميركية. وتأتي هذه التطورات في وقت اشادت اسرائيل امس ب "مقاومة مجموعة ديزني للابتزاز الذي مارسته الدول العربية" للحؤول دون مشاركة اسرائيل في المعرض. واعلن سفير اسرائيل الى واشنطن زالمان شوفال للاذاعة العسكرية ان "اسرائيل فازت في تلك القضية لانها لن تجري اي تعديلات على الجناح الاسرائيلي" في المعرض. واشار الى ان "مجموعة ديزني ادركت اختبار القوة وان من الافضل عدم الرضوخ لابتزاز" الدول العربية.