قررت سياسية تنتمي الى المتطرفين الهندوس ترشيح نفسها في الانتخابات في مواجهة صونيا غاندي وذلك للحيلولة دون وصول "إمراة أجنبية" الى رئاسة الوزراء. وباتت تلك المنافسة تعرف ب"صراع الإمرأتين" في الهند. ومعلوم ان صونيا ايطالية المولد وهو المأخذ الاساسي عليها في نظر المتطرفين. بيلاري الهند - أ ف ب - قالت الهندوسية المتطرفة سوشما ساواراغ انها قررت ان ترشح نفسها في الانتخابات المقررة الشهر الجاري "دفاعا عن كرامة الهند وللحيلولة دون وصول اجنبية الى رئاسة الوزراء في الهند". وتعتزم سوشما الحاق الهزيمة بمنافستها صونيا غاندي، في الانتخابات في بيلاري وهي احدى الدوائر الانتخابية الفقيرة في جنوبالهند. وتسعى صونيا 52 عاماً، أرملة رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي ورئيسة حزب المؤتمر، الايطالية المولد، الى ان تصبح للمرة الأولى نائباً عن دائرة بيرالي الانتخابية التي تعد معقلاً لهذا الحزب. غير ان القوميين الهندوس المرشحين للفوز في الانتخابات الاشتراعية، قرروا الا يدخروا جهدا لاسقاطها. وفي بيرالي، دوى صوت سوشما التي تعمل محامية حين قالت عن صونيا: "إنها تتطلع لان تصبح رئيسة للوزراء في هذا البلد لمجرد انها كانت زوجة لراجيف غاندي، غير ان هذا البلد سيقول لها لا". وسوشما التى تنتمي الى التيار المحافظ المتشدد، اصبحت من نجوم الحزب القومي الهندوسي جاناتا بارتي الذي يقوده رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجباي. وخلال حملة انتخابية قامت بها في منطقة كارناتاكا النائية والمهملة، قالت سوشما إن صونيا "لا تملك أي رصيد من الخبرة السياسية ولا تعرف شيئاً عن تقاليد وثقافة البلاد". وفي الجانب الآخر من دائرة بيلاري، خاطبت صونيا غاندي، مرتدية الزي التقليدي الساري، 15 ألف شخص، غالبيتهم من نساء الطبقات الفقيرة اللاتي كن يجلسن على الارض. وقالت: "لا أجد الكلمات التي اعبر بها عن حبي للهند". ودافعت غاندي التي تحمل الجنسية الهندية منذ عام 1993 عن نفسها، قائلة ان "هوية عائلتي الوحيدة هي التضحية وخدمة الامة الهندية"، مشيرة بذلك الى زوجها راجيف غاندي والى حماتها انديرا غاندي، رئيسي الوزراء السابقين اللذين تم اغتيالهما. واضافت: "جعلت من الهند وطنا لى، وانا ملتصقة تماما بارضها". الساواديشي والفيديشي لكن هذه الاقوال لا تثني سوشما ساواراغ عن رايها فتصر على ان "المعركة الان بين الساواديشي الهندي وبين الفيديشي الاجنبي". إلا أن سوشما التي كانت تشغل منصب عمدة نيودلهي، تظل مثل صونيا من سكان العاصمة الهندية وليست من سكان بيلاري، غير انها تعتبر ان تكون "من خارج المنطقة شيء وان تكون اجنبيا فهذا أمر آخر، وانا استطيع على الاقل ان اتفهم سكان بيلاري". وتواصل سوشما حملتها الانتخابية منذ الثامن عشر من آب اغسطس الماضي دون انقطاع. وتحرص دائما على ان تضع على جبينها نقطة حمراء، حسب التقاليد المحلية. كما تحرص على ان تتحدث باللغة المحلية للاقليم، الكانادا. وتعد منطقة بيلاري، التي يغلب على 70 في المئة منها الطابع الريفي، معقلا تقليديا لحزب المؤتمر منذ نحو نصف قرن، لكنها تظل بين اكثر مناطق الهند حرماناً.