اعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن تمنياته للجزائر بدخول مرحلة جديدة يسودها النماء والسلم والرخاء. وقال في رسالة الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لمناسبة استفتاء الوئام المدني: "نغتنم مناسبة تصويت الشعب الجزائري الشقيق ايجاباً على قانون الوئام المدني من خلال الاستفتاء الذي دعوتم اليه من اجل استتباب السلام والوفاق لنقدم اليكم والى الشعب الجزائري فائق عبارات التهنئة". ودعا الى رعاية جهود بوتفليقة "نحو بلوغ الاهداف المثلى وتحقيق ما تصبو اليه شعوب المغرب العربي الكبير". وهذه الرسالة الأولى من العاهل المغربي الى الرئيس الجزائري منذ اندلاع الأزمة الاخيرة التي نشأت بسبب اتهام الجزائريين المغرب بايواء ناشطين اسلاميين فروا الى أراضيه اثر مجزرة نفّذوها في ولاية بشار الحدودية، ما نفته السلطات المغربية مراراً. واعتبرت مصادر في الرباط الرسالة تطوراً ايجابياً لجهة الابقاء على جسور الاتصال بين البلدين وتجاوز حال انعدام الثقة. الى ذلك عبر زعيم حزب الاستقلال السيد عباس الفاسي عن ارتياحه لمشاركة الشعب الجزائري الكثيفة في استفتاء الوئام. ورأى في تصريح ان التأييد الواسع لمسعى بوتفليقة "سيمكّن الجزائر من استعادة السلام وموقعها على الصعيدين المغاربي والدولي". واضاف ان الشعب المغربي عبّر دائماً عن امله في ان تستعيد الجزائر استقرارها. وقال ان المغرب لم يتدخل ابداً في الشؤون الداخلية للجزائر "ومن هذا المنطلق لم يفهم الشعب المغربي موقف الرئيس الجزائري ازاء تحميل المغرب مسؤولية متاعب الجزائر". لكنه عبّر عن اعتقاده ان سوء التفاهم أمر عارض. ودعا السلطات الجزائرية الى ان تدرس مع المغرب وسائل "إقامة علاقات متينة مبنية على الثقة والاخوة، وتحريك ديناميكية الاتحاد المغربي وتثبيت السلام والاستقرار في المنطقة". أما الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي، فرأى ان الجزائر تدخل مرحلة جديدة "تتجاوز العنف الدموي الذي كاد ان يتحول الى حرب اهلية مدمرة". وجاء في افتتاحية الاتحاد الاشتراكي امس ان المغرب "يشاطر الجزائريين الرغبة في بناء الاستقرار وتنمية الحوار ونبذ الارهاب". واضافت: "على رغم ما قيل وما صدر من تصريحات، فقد التزم المغرب الهدوء وواجه الموقف باعصاب باردة". ورأت الصحيفة التي يديرها اليوسفي ان منطقة المغرب العربي تحتاج الى وئام من نوع آخر "لا يحتاج الى استفتاء الشعوب المغاربية بمقدار ما يحتاج الى استفتاء مقتضيات العصر وتحولاته المتسارعة". ورأت صحيفة "بيان اليوم" التي يصدرها حزب التقدم والاشتراكية ان تنظيم الاستفتاء ونتيجته يُعدان من اهم التطورات التي عرفتها الجزائر في عهد الرئيس بوتفليقة. واضافت ان نتائج الاستفتاء تؤكد الرغبة الملحة للغالبية الساحقة من الجزائريين ل "وقف نزيف العنف والوصول الى مصالحة وطنية وفتح افاق الانتقال الى مرحلة جديدة يسودها الوئام والتسامح بالرغم من المآسي وعمق الجروح التي اصابت البلاد".