وصفت مصادر مغربية تقديم التلفزيون الجزائري مساء السبت مسرحية "تسيء" الى العلاقات المغربية - الجزائرية، بأنه عمل غير لائق. لكنها تمنت أن لا يكون للموقف الرسمي علاقة بالعرض المسرحي. في غضون ذلك، صدرت مؤشرات الى رغبة المغرب في استئناف علاقات حسن الجوار مع الجزائر. وتوقف مراقبون امام مضمون برقية التهنئة التي دعا فيها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى "استئناف حسن علاقات الاخوة"، واكد استعداد بلاده الى الاستجابة "لما يفرضه واجب حسن الجوار ووحدة العقيدة والإيمان المتبادل بتشييد مغرب عربي يسوده الاتحاد والوئام والتضامن والانسجام". واعرب زعيم حزب الاستقلال المغربي السيد عباس الفاسي عن أمله في ان يحالف التوفيق الرئيس الجزائري الجديد "ليعود الاستقرار الى الجزائر". وقال في اجتماع حزبي في الرباط أول من أمس "نتمنى ان يقوم الرئيس الجديد بمبادرات من أجل رفع الحصار على المحتجزين المغاربة"، في اشارة الى أوضاع اللاجئين الصحراويين في مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر. ووصف بوتفليقة بأنه من "المشاركين البارزين في حركة التحرير المغاربية"، وتمنى عليه العمل من أجل معاودة البناء المغاربي الذي "سيمكن من دعم التعاون بين البلدين الجارين". وأوضح المسؤول المغربي ان الاتحاد المغاربي تعثر بسبب "معاكسة حقوق المغرب"، في اشارة الى الخلاف المغربي - الجزائري بسبب قضية الصحراء. لكنه أكد ان تفعيل الاتحاد "ضرورة اقتصادية وثقافية وحضارية يفرضها عصر التكتل وتحتمها المصالح المشتركة". وعبر عن أمله في وقف "أعمال العنف داخل الجزائر". وتمنى على الرئيس بوتفليقة "معاودة النظر في الموقف من قضية الصحراء". وقال ان الاستفتاء ينظم في موعده في آذار مارس 2000 في حال عدم ظهور عراقيل جديدة و"لا يمكن لأي مغربي أو مغربية ان يتصور أو يقبل إلا بالنتيجة الطبيعية الواحدة، وهي تأكيد مغربية الصحراء أمام العالم". الى ذلك، لاحظ الفاسي ان انجازات حكومة رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي كانت "متواضعة". وحض الحكومة التي يشارك فيها حزب الاستقلال على التعجيل بفتح ورش الاصلاحات الموعود بها. وقال ان العمل الحكومي "لا يسير في طريق مفروش بالورود، وانما تواجهه اكراهات عدة وتعترضه صعوبات وعقبات". ودعا الى معاودة فتح ملف الانتخابات، من خلال مراجعة مدونة الانتخابات وتوفير الضمانات الاشتراعية التي تكفل احترام ارادة الناخبين. وحض مدريد التي بدأ زيارة لها امس، على فتح الحوار مع المغرب في شأن مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد.