اهتمت الجزائر امس بتصحيح مضمون الكلام الذي نُقل "خطأ" عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في رسالة بعث بها الاسبوع الماضي الى زعيم جبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز. وسحبت وكالة "رويترز" الخبر الذي بثته يوم الخميس الماضي، نقلاً عن وكالة الانباء الجزائرية، وفيه ان بوتفليقة يدعم استقلال الصحراء. واوضحت ان الرئيس الجزائري اكد في رسالته موقف بلاده الثابت ودعمها المستمر "للقضية العادلة لشعب الصحراء" في تحديد المصير وفق خطة للاستقلال التام والشفافية للأمم المتحدة واتفاقات هيوستن. وقالت ان بوتفليقة يكرر بذلك تصريحات حكومية سابقة بأن قضية الصحراء الغربية مسألة في "أيدي الأممالمتحدة". وشددت على ان تقرير وكالة الانباء الجزائرية اساء فهم تصريحات الرئيس. وتزامن ذلك مع تصريحات لوزير الداخلية المغربي ادريس البصري، خلال مؤتمر صحافي عقده في العيون عاصمة المحافظات الصحراوية في ختام زيارة لها، اذ وصف الرئيس الجزائري بأنه "رئيس محترم ورئيس دولة شقيقة وليس لنا الحق في ان نتكلم عن السيد الرئيس". وذلك في اشارة الى انتقادات وجهتها اوساط اعلامية للقيادة الجزائرية بسبب الموقف من قضية الصحراء. واوضح البصري: "حقيقة الامر ان الكلام الذي صدر عن الرئيس بوتفليقة جدد فيه التزام بلاده الجزائر دعم اجراء الاستفتاء في الصحراء بكل استقلالية وحرية وشفافية". واضاف ان "مَنْ حرّف كلام الرئيس يتحمل وحده المسؤولية في ذلك" في اشارة الى الصيغة التي نقلتها وكالة الانباء الجزائرية واكدت فيها دعم الجزائر "استقلال الصحراء". واكد ان الجزائر أبلغت الرباط عبر القنوات الديبلوماسية ان "التزامها دولي مثل المغرب، لا أقل ولا أكثر". وعبّر عن أمله في ان يجرى تنظيم الاستفتاء "بكل حرية ونزاهة وشفافية" قائلاً: "هذا التزام العاهل المغربي الملك الحسن الثاني ويتفق مع كلام بوتفليقة". وأوضح المسؤول المغربي انه وقع التباس في برقية الرئيس بوتفليقة، "فقد كان واضحاً، وقال بالحرف اجراء الاستفتاء في اطار خطة التسوية وفق اتفاقات هيوستن، وان يتمكن كل الناخبين من التعبير عن رأيهم بكل حرية وشفافية، والمغرب لا يطلب أكثر من ذلك ولا أقل، لا من الجزائر ولا من موريتانيا ولا من بقية اعضاء الأممالمتحدة". الى ذلك طالب الاتحاد الاشتراكي الجزائر بأن تختار بين المغرب وجبهة "بوليساريو". وكتبت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها السيد عبدالرحمن اليوسفي رئيس الوزراء، امس، افتتاحية أبدت فيها الاستغراب ازاء مضمون رسالة بوتفليقة الى زعيم "بوليساريو"، وقالت انها تأتي عقب برقية الى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني التزم فيها الرئيس الجزائري حسن الجوار. واضافت ان "مثل هذه الازدواجية في الموقف عطّلت المسيرة المغاربية، وأثّرت في تطور العلاقات المغربية - الجزائرية ونموها". في غضون ذلك، اعرب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي عن أمله بأن تصدر من الجزائر اشارات ايجابية ك"فتح الحدود بين البلدين". وقال في تصريح صحافي ان التشبت بالقيم المشتركة والتمسك بالديموقراطية وحقوق الانسان "سيعطي الاتحاد المغاربي أسساً قوية على غرار تجارب تكتلات اخرى". ومن المقرر ان يبدأ اليوسفي غداً زيارة للمحافظات الصحراوية تشمل الداخلة والسمارة وطانطان لتدشين مشاريع انمائية، بينها وحدة لتحلية المياه عبر استخدام الطاقة النووية.