أكد المغرب حرصه على معاودة فتح الحدود المغلقة مع الجزائر. واختار رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي منطقة الحدود الشرقية، مع الجزائر، لتوجيه نداء بهذا المعنى، ويعتبر موقف اليوسفي الاول من نوعه منذ انتخاب السيد عبدالعزيز بوتفليقة، رئيساً للجزائر في 15 الشهر الجاري على رغم ان رئيس الوزراء الجزائري السيد اسماعيل حمداني كان قلل سابقاً من اهمية التحرك المغربي نحو الجزائر. جدد رئيس الوزراء المغربي نداءه الى الجزائر لمعاودة فتح الحدود والتخطيط لبناء المستقبل. واختار المسؤول المغربي مدينة فكيك على الحدود الشرقية بين البلدين ليوجه نداء الى القيادة الجزائرية الجديدة. وقال مساء الجمعة امام جامعة الربيع للهندسة في المنطقة الشرقية التي كانت نموذجاً للتضامن مع الشعب الجزائري في فترة الكفاح من اجل الاستقلال، "أجدد النداء من اجل فتح الحدود والتعاون وجعل الاسر والعائلات في كلا الضفتين تصل الرحم وتفكر في المستقبل"، واضاف: "لن ندخر جهدا من اجل خلق الجو الاخوي الايجابي والحضاري والمستقبلي لبناء صرح الاتحاد المغاربي"، وجدد التهنئة للرئيس بوتفليقة، مستدلاً على ان برقية التهنئة التي بعث بها الملك الحسن الثاني الى الرئيس الجزائري المنتخب "تعبر عن وجود ارادة سياسية قوية تحدو المملكة المغربية في استئناف علاقات الاخوة وحسن الجوار". ورأى اليوسفي ان وجوده في المنطقة الشرقية يعكس الرغبة في جعلها رافداً امام البناء المغاربي، مؤكداً ان الاتحاد المغاربي أرسى قواعد متينة للحوار والنهوض بالمناطق الحدودية عبر دعم المشاريع المشتركة". وقال: "لا يمكن عزل مدينة عتيقة جزائرية عن جارتها في الضفة المغربية. فالتشابه قائم وجاذب، نراه في اشكال البناء وانماط العيش، والتوأمة حقيقة مُعاشة بين وجدة المغربية وتلمسان الجزائرية، وبين الدارالبيضاء والجزائر العاصمة". ورأت مصادر مغربية في اختيار موقع الزيارة، بعد انتخابات الرئاسة الجزائرية مباشرة، دليلا على دعم المغرب توجهات القيادة الجزائرية، على رغم استمرار الخلافات. وكان لافتاً ان أنباء ترددت بقوة في مناطق الحدود عن امكان عقد لقاء سياسي مغربي - جزائري رفيع. واوضحت المصادر ان دعوة اليوسفي تعتبر الاولى من نوعها منذ انتخاب بوتفليقة، اذ سبق لرئيس الوزراء الجزائري ان قلل من اهمية دعوات سابقة بهذا المعنى، مما يعني بحسب اكثر من مراقب وجود مؤشرات ايجابية لجهة السعي الى فتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية - الجزائرية. وتوقعت الاوساط المهتمة ان يشكل ملف العلاقات المغربية - الجزائرية احدى القضايا التي سيبحث فيها رئيس الوزراء المغربي مع نظيره الاسباني خوسي ماريا اثنار خلال اجتماعهما في مدريد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، كون اسبانيا تعتبر شريكاً في التوجهات المغاربية، وتحديدا من خلال ارتباطاتها الاقتصادية والتجارية مع المغرب والجزائر، وكذلك رصدها لتطورات ملف الصحراء، باعتبارها المستعمر السابق للمحافظات الصحراوية. وفي مراكش، أجرى العاهل المغربي محادثات مع الرئيس السنغالي عبدو ضيوف الذي يزور المغرب. وركزت على القضايا الافريقية وتطورات الوضع في منطقة شمال افريقيا. ورجحت المصادر ان يكون ملف الصحراء حظي بالجانب الأكبر في المحادثات في ضوء تحركات تقوم بها السنغال لتفعيل دور منظمة الوحدة الافريقية، اضافة الى البحث في اقامة تعاون بين المغرب والاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب افريقيا، يكون مدخلاً لفضاء يشمل الاتحاد المغاربي في وقت لاحق . الى ذلك، اعلن وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى بعد اجتماعه مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في نيويورك مساء الجمعة انه ابلغه "رسالة تقدير" من العاهل المغربي للجهود التي يبذلها لخدمة الامن والسلم الدوليين. وقال المسؤول المغربي الذي اجرى محادثات مع انان حول تطورات قضية الصحراء، وملفات اقليمية ودولية: "لمسنا لدى انان الارادة في معالجة مختلف القضايا بكل موضوعية".