واشنطن، الفاتيكان، كاسيل غاندولفو - د ب أ، أ ف ب، أ ب - قبل أيام على الاجتماع الخاص الذي ستعقده الجمعية العامة للامم المتحدة، باشرت واشنطن تحركات ديبلوماسية في الاممالمتحدة على ثلاثة صعد: استئناف عمل فرق التفتيش الدولية في العراق، ودفع عملية السلام على المسار السوري - الاسرائىلي، ومنح اسرائيل العضوية الدورية في مجلس الامن. وفيما بحث الملك عبدالله بن الحسين مع البابا يوحنا بوليس الثاني في "المناخ الايجابي الجديد" في المنطقة وموضوع القدس وزيارة الحبر الأعظم للمواقع المقدسة في الشرق الاوسط، وبينها العراق وربما الاردن، بحث وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع مع الرئيس جاك شيراك في باريس تطورات المنطقة، واحتمال معاودة المسارين السوري واللبناني في المفاوضات مع اسرائيل. وفي الاممالمتحدة تسعى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى ترتيب لقاء الاسبوع المقبل لوزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن، بهدف الحصول على دعمهم لمشروع القرار البريطاني - الهولندي، أو أي مشروع آخر مشابه، في شأن استئناف اعمال التفتيش في العراق. وكان الاجتماع الذي عقد في لندن اخفق في اقناع روسيا والصين وفرنسا بدعم مشروع القرار. ومن جهة اخرى، تسعى اولبرايت الى الحصول على دعم الجمعية العامة للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وحشد التأييد الى المشروع الروسي - الهولندي في شأن دعم جهود السلام. كما تسعى الى اطلاق المفاوضات مجدداً على المسار السوري. وفي هذا السياق، من المقرر ان تلتقي الوزيرة الاميركية في نيويورك كلا من نظيريها الاسرائيلي ديفيد ليفي والسوري فاروق الشرع، في محاولة للبحث عن صيغة تتيح استئناف المفاوضات المجمدة منذ 3 سنوات. وتأمل الولاياتالمتحدة، من جهة ثالثة، بإنهاء عزل اسرائيل عن العضوية الدورية في مجلس الامن. ولتسوية هذه المسألة، من المقرر ان تتبع استراتيجية ضم اسرائيل الى المجموعة الاميركية - الغربية الاوروبية، اذ ان رفض المجموعة العربية انضمام اسرائيل اليها، يحرم الدولة العبرية من هذه العضوية. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للمنظمات الدولية ديفيد ويلش: "اننا نتوقع ان نستمر في دفع هذه المسألة". ومن المقرر ان يلقي الرئيس بيل كلينتون كلمة خلال اجتماع الجمعية العامة الثلثاء، فيما يتوقع ان تشن اولبرايت حملة ديبلوماسية على مدى الايام المقبلة بدءاً باجتماع مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف. كذلك بدأ السفير الاميركي في الاممالمتحدة باستطلاع مواقف الدول في شأن القضايا على جدول الاعمال الاميركي. الى ذلك، اعلن الفاتيكان ان البابا يوحنا بولس الثاني والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بحثا في تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط اثناء لقائهما امس في كاستلغوندولفو، المقر الصيفي للبابا. وأعلن الناطق باسم البابا يواكين نافارو فالاس أن رأس الكنيسة الكاثوليكية أشاد بما وصفه "بالمناخ الايجابي الجديد" في أعقاب توقيع اتفاق شرم الشيخ المعدّل بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقل عن الملك عبدالله قوله إن الدعم الديني الذي يقدمه البابا ضروري لعملية السلام، مضيفاً أن بوسع الحبر الأعظم الاضطلاع "بدور فريد" في المساعدة على تسوية وضع مدينة القدس. وأضاف أن المحادثات تطرقت أيضا إلى الزيارات المتوقع أن يقوم بها البابا للمناطق المسيحية المقدسة في الشرق الاوسط. وقال البابا خلال اللقاء إنه يريد زيارة اور في العراق حيث ولد النبي ابراهيم، وجبل سيناء في مصر واسرائيل والاراضي الفلسطينية في الالفية الثالثة. لكنه لم يتطرق الى زيارة الاردن. وحذر البابا من تعليق أي أهمية سياسية لجولته، علماً ان البلد الوحيد الذي زاره البابا في السابق في منطقة الشرق الاوسط هو لبنان.