فقدان المناعة المكتسبة "الايدز" موجودون حالياً في القارة الافريقية. وتوفي نحو 12 مليوناً نتيجة اصابتهم بهذا المرض منذ انتشاره في نهاية السبعينات. وتوفي خلال العام الماضي فقط مليونا افريقي. ويتوقع ان يرتفع عدد الاطفال الايتام الذين توفي والداهم بسبب اصابتهم بفيروس "الايدز" الى 13 مليون طفل خلال الأشهر ال18 المقبلة. هزت هذه الارقام التي اصدرتها منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة المجتمعين في المؤتمر الدولي الحادي عشر عن "ايدز" الذي انهى اعماله قبل أيام في العاصمة الزامبية لوساكا. وطالب المؤتمر الرؤساء الافارقة بتقديم تعهدات واضحة والتزامات لمحاربة هذا المرض وتكثيف برامج التوعية في بلدانهم. وقال الناطق باسم منظمة الوحدة الافريقية الدكتور ابراهيم دقش سوداني ل"الحياة" في اتصال هاتفي من مقر المنظمة في اديس ابابا امس: "ان افريقيا تقاتل على جبهة الايدز في اكبر حرب غير معلنة في العالم". واضاف ان المنظمة الافريقية وقعت أول من امس اتفاقاً مع الاممالمتحدة للتعاون في شأن محاربة المرض. واشار الى ان انتشار "الايدز" في افريقيا فاق بكثير كل التوقعات التي وضعت في مطلع التسعينات. وعبر عن اعتقاده بأن تأثيرات مرض "الايدز" على الحال الاجتماعية - الاقتصادية في الدول الافريقية، كانت وستظل خارج نطاق الاحصاءات طالما استمر غياب العلاج لهذا المرض. وتشير احصاءات منظمة الصحة العالمية ايضاً الى ان 80 في المئة من مجموع المصابين بهذا المرض في العالم هم افارقة. وان سبعة من بين كل عشرة مصابين حديثاً هم افارقة. و90 في المئة من الاطفال الايتام الذين توفي والداهم بسبب "الايدز" يعيشون في افريقيا، وغالبيتهم تعاني سوء التغذية والامية وغالباً ما يموتون بسبب الاهمال. وفي زامبيا وحدها 90 الف يتيم بسبب "الايدز" تُركوا ليواجهوا مصيرهم في الشوارع، في حين يوجد نحو ستة ملايين مصاب في شرق القارة وجنوبها. وفي زيمبابوي سجلت الاحصاءات إصابة ربع عدد سكان هذا البلد. لم تعد الحروب والنزاعات المسلحة السبب الاول للوفيات في القارة، كما لم تعد السبب الرئيسي الذي يُعيق التنمية ويؤدي الى التردي الاقتصادي في القارة. فملايين المصابين ب"الايدز" صاروا عقبة رئيسية امام التنمية في غالبية الدول الافريقية. وفي المقابل قلما تجد في هذه الدول سياسة واضحة لمحاربة هذا المرض عبر برامج التوعية الوقائية منه. وإذا وجدت مثل هذه البرامج فلا يوجد من ينفذها او يُشرف على متابعة تنفيذها.