لوساكا - أ ف ب، رويترز - افتتحت أمس أعمال المؤتمر الدولي الحادي عشر عن الايدز في افريقيا المنعقد في لوساكا، في محاولة للخروج باستراتيجية لمواجهة هذا الوباء الذي ادى الى مقتل ملايين الاشخاص في القارة السوداء حتى الآن. وسيحاول المؤتمر الذي يضم 5 آلاف خبير ومسؤول سياسي من افريقيا وبقية انحاء العالم وعلى مدى خمسة ايام ايجاد وسائل لوقف ومكافحة انتشار الوباء الذي يشكل اكبر تهديد لحركة التنمية في القارة. و يذكر ان حوالى عشرة رؤساء دول او حكومات افريقية مدعوون لحضور هذا المؤتمر الدولي حول الايدز والامراض التي تتفشى عن طريق الجنس في افريقيا. وبالاضافة الى السياسيين، يشارك في المؤتمر ايضاً علماء ومصابون بالايدز وممثلو الصناعة الصيدلانية الذين قد يواجهون الاتهام بسبب ارتفاع اسعار الادوية. وقد دفعت افريقيا ثمنا باهظا من جراء هذا الوباء، اذ ان 83 في المئة من ضحايا الايدز في العالم قضوا في افريقيا منذ ظهور فيروس "في آي اتش". كما ان اكثر من 11 مليون افريقي لقوا حتفهم بسبب الايدز منذ الثمانينات، و5،2 مليون شخص يحملون الفيروس أو هم مصابون يعيشون حالياً في القارة. وهناك 95 في المئة على الاقل من ايتام الايدز في العالم افريقيون، فيما يبلغ عدد سكان القارة أقل من عشر سكان العالم. وتقول احصاءات الاممالمتحدة ان زيمبابوي هي الدولة الاكثر اصابة في العالم بمرض الايدز: هناك واحد من كل أربعة راشدين يحمل فيروس الوباء أو هو مصاب، وان 1200 شخص يموتون كل اسبوع. ومع وجود اكثر من 5،5 ملايين من الراشدين حاملي الفيروس او المصابين سيرتفع عدد الايتام بسبب الايدز الى 900 الف في العام 2000. وفي عدد كبير من القرى في افريقيا الوسطى لم يبق سوى بعض العجزة الذين تفتقر غالبيتهم الى المال الضروري لرعاية الاولاد الذين فقدوا والديهم. لكن الوضع غير ميؤوس منه خصوصاً وان مثال اوغندا التي نجحت حملاتها في تخفيض عدد المصابين بالايدز يظهر ان الحلول موجودة. وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة أمس ان نصف المواليد في قارة افريقيا يحملون فيروس اتش. اي. في المسبب للايدز، إلا أن المجتمع الدولي رغم ذلك لم يتحرك لمكافحة هذا المرض الفتاك. وأبلغ بيتر بيوت رويترز "الايدز يقلص انتاجية الشركات فالكثير من الناس لا يقدرون على العمل بسبب المرض. الطبقة الوسطى بافريقيا تتآكل". وأضاف انه في بعض المجتمعات انخفض معدل العمر الى 25 عاماً بسبب الايدز. وفي ساحل العاج يموت مدرس كل يوم بسبب الايدز. وتساءل بيوت قائلاً: "من سيدرس للأطفال. من سيحل محل المدرسين".