} يلتقي نقابيون ورؤساء شركات وسياسيون من سائر دول افريقيا جنوب الصحراء للمرة الاولى اليوم الاثنين في ويندهوك ناميبيا، للاتفاق على اجراءات ملموسة لمكافحة الايدز في عالم العمل. ويفيد برنامج الاممالمتحدة للايدز ان 5،22 مليون من اصل 33 مليون مصاب بفيروس الايدز في العالم نهاية 1998، هم من منطقة افريقيا جنوب الصحراء. لذلك فإن ان الايدز لم يعد مشكلة صحية فحسب بل مشكلة تنمية ايضا بالنسبة الى هذه المنطقة. جنيف - أ ف ب - يلتقي نقابيون ورؤساء شركات وسياسيون من سائر دول افريقا جنوب الصحراء للمرة الاولى اليوم الاثنين في ويندهوك ناميبيا، للاتفاق على اجراءات ملموسة لمكافحة الايدز في عالم العمل. وتعمدت منظمة العمل الدولية بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة للايدز الذي يقف وراء فكرة هذا الاجتماع الذي يستمر ثلاثة ايام، اختيار افريقيا لهذا اللقاء الاول من نوعه بسبب خطورة هذا المرض القصوى في القارة الافريقية. ويفيد برنامج الاممالمتحدة للايدز ان 5،22 مليون من اصل 33 مليون مصاب بفيروس الايدز نهاية العام 1998 في العالم، هم من منطقة افريقيا جنوب الصحراء. ومنذ ظهور هذا المرض في الثمانينات، اصيب 34 مليون شخص بالفيروس في افريقيا جنوب الصحراء وتوفي 5،11 مليونا منهم من جراء هذه الاصابة. وتضم هذه القارة 68 في المئة من ايجابيي المصل في العالم، رغم ان سكانها يشكلون 10 في المئة فقط من مجموع سكان العالم. ومن هذا المنطلق قررت منظمة العمل الدولية وبرنامج الاممالمتحدة للايدز خوض المعركة وعدم ترك المبادرة الى العلماء والباحثين فقط. وشدد توماس تيتير المكلف الشؤون الاعلامية في منظمة العمل الدولية على ان "المقاربة الطبية غير كافية ويجب اعتماد مقاربة متعددة القطاعات"، موضحا ان الايدز ليس مشكلة صحية فحسب بل مشكلة تنمية ايضا. وفي هذا الاطار فان عالم العمل معني كثيرا اذ ان جزءا كبيرا من الاشخاص الايجابيي المصل يدخلون في فئة الاعمار التي تتراوح بين 20 و49 عاما اي عندما يكونون في افضل سنوات المردودية. وفي افريقيا كان الايدز سبب الوفاة الاول في فئة الاعمار 15-49 عاما نهاية العام 1998. وقال بنجامين آلي المتخصص بشؤون الصحة في العمل في منظمة العمل الدولية: "تبين لنا ان هذه الافة تتناقض واهداف منظمة العمل الدولية الاساسية وفي مقدمتها مبدأ العمل اللائق للجميع". وتساءل: "كيف يمكن الدعوة الى الغاء عمل الاطفال في الوقت الذي يموت اهاليهم بسبب الايدز ولا احد يتكلون عليه سوى انفسهم؟"، مضيفا : "كيف يمكننا العمل لوضع انظمة ضمان اجتماعي في الوقت الذي يأتي هذا المرض بلمح البصر على ما بنيناه واستغرق بنيانه وقتا طويلا؟". ويضيف هذا المسؤول انه بموجب انظمة منظمة العمل الدولية الداخلية، "نحن الهيئة الوحيدة التي هي على اتصال مع الشركاء الثلاثة في الحياة الاقتصادية اي الدولة واصحاب العمل والعمال". ومن هنا انطلقت فكرة تنظيم "ورشة العمل" الثلاثية الاقليمية في افريقيا. وتمنى الرئيس الناميبي سام نوجوما الذي انتقد اخيرا اجتماعا لمنظمة الوحدة الافريقية لم يهتم برأيه كثيرا بمشكلة الايدز، استضافة هذا اللقاء الاول من نوعه. واستجابت عشرون دولة للدعوة وارسلت مسؤولين كبارا في وزارة العمل انضم اليهم في كل من الوفود المشاركة صاحب شركة وممثل نقابي. ويهدف الاجتماع الى اطلاع المشاركين على المعلومات المتوافرة في اماكن العمل في افريقيا حول الوقاية والضمان الاجتماعي الذي يحصل عليه المرضى ومكافحة التمييز ومساعدة المرضى. وسيحدد في نهاية اعمال اللقاء، برنامج تحرك. وتنوي منظمة العمل الدولية تنظيم "ورشات عمل" اخرى من هذا النوع في القارات الاخرى. واستبعدت كلمة "مؤتمر" للابتعاد عن مؤتمر لوساكا الذي عقد في ايلول سبتمبر الماضي وكان موجها اكثر نحو المشاكل الطبية. كما تحرص منظمة العمل الدولية وبرنامج الاممالمتحدة للايدز على تجنب الانتقادات التي صدرت خصوصا عن ابراهيم سامبا المسؤول عن افريقيا في منظمة الصحة العالمية الذي دان في لوساكا "تعدد المؤتمرات" والنقص في التحرك.