أعلنت موسكو ان "صبر روسيا قد نفد" في الشيشان. وهددت بفرض حصار وعقوبات على الجمهورية القوقازية و"ابادة قواعد الارهابيين" هناك، اذا لم يتم الافراج عن ممثل وزارة داخليتها الجنرال غينادي شبيغون الذي اختطف الجمعة الماضي. وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف انه "لا يخاف الطائرات والصواريخ" واتهم قوى في موسكو يقودها البليونير بوريس بيريزوفسكي بالوقوف وراء عملية الخطف. وبدأ التوتر يتفاقم اثر اقدام مسلحين على اقتياد الجنرال الروسي من طائرة كانت تستعد للاقلاع من غروزني الى موسكو. واستغربت السلطات الروسية تمكن الخاطفين من الخروج من المطار دون ان يعترضهم أحد. وأعلن وزير الداخلية الروسي سيرغي ستيباشين أمس ان الرئيس بوريس يلتسن كلفه الطلب من مجلس الأمن القومي النظر في اتخاذ "اجراءات عاجلة" بينها "الوقف الموقت" للرحلات الجوية وحركة القطارات وتشديد الرقابة على مرور السيارات الى الجمهورية الشيشانية. وعلى الصعيد الاقتصادي، تنوي موسكو وقف تصدير الكهرباء وسائر امدادات الطاقة الى الشيشان ووقف التعاملات المالية معها بما في ذلك برامج الدعم الاقتصادي. وهدد ستيباشين ب "ابادة قواعد الارهابيين وأماكن تجمعهم" في حال انطلاق أي عمليات "اجرامية" من الأراضي الشيشانية. وأضاف ان لدى روسيا "ما يكفي من الأساليب لمعاقبة المجرمين". وذكر ان الافراج عن شبيغوه "آخر فرصة" أمام غروزني لتبرهن انها قادرة على ضبط الأوضاع في الجمهورية. وفي خطوة قد تكون تمهيداً للشروع في عمليات واسعة، أعلن وزير الداخلية ان مساعدات مادية ستقدم لجميع الراغبين في مغادرة الأراضي الشيشانية "بصرف النظر عن انتمائهم القومي". وفي مقابلة تلفزيونية، سئل ستيباشين هل يعني ذلك اعلان الحرب؟ فأجاب "أليس ما يجري من عمليات اختطاف وقطع الأعناق حرباً". وذكر ان عملية خطف الجنرال الروسي دبرها القائد الميداني مشاسل باسايف رئيس "مجلس الشورى" الذي انشأته القوى المعارضة للرئيس اصلان مسخادوف. ونفى باسايف الاتهام. وذكر ان المختطفين عملوا بايحاء من اجهزة الأمن الروسية. وقال ان القيادة في موسكو "لم تستخلص الدروس من الحرب". ووزع "مجلس الشورى" السلاح على أنصاره وأعلن حال التعبئة في الميليشيات التابعة له. وعلى الصعيد الرسمي، أكد الرئيس مسخادوف انه يأمل في "الافراج قريباً" عن شبيغون الذي قال ان اختطافه "لا يشرف الشعب والقيادة" في الشيشان لكنه من جهة أخرى رفض "الانذارات ومحاولات التخويف". وذكر الرئيس الشيشاني ان "جذور ما يجري ينبغي البحث عنها في موسكو". وأوضح ان هناك قوى في روسيا تدعم خصومه بتنظيم عمليات اختطاف ثم "افراج" عن الرهائن، في مقابل فدية مالية. وذكر ان هذه العمليات يدبرها الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي كان الرئيس الروسي اعلن اقصاءه من منصب الأمين التنفيذي لرابطة الدول المستقلة. ورغم ان موعد الانذار النهائي الذي وجهته موسكو ينتهي اليوم الثلثاء، توقفت أمس حركة السيارات بين الشيشان وجمهورية داغستان المجاورة. واثر انسحاب ممثلي السلطات الفيديرالية من غروزني، اعلن أمس عن سحب اعضاء بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. واعلنت الحكومة الشيشانية ان طائرات روسية قصفت "مواقع غير مأهولة" جنوب غروزني، لكن قيادة سلاح الجو الفيديرالي نفت هذا النبأ وأكدت ان طائراتها لم تحلق أصلاً فوق الأراضي الشيشانية. وأكد الجنرال الكسندر ليبيد السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي والذي وقع معاهدة السلام مع مسخادوف، ان "كل الظروف مهيأة لحرب جديدة" ولكنه ذكر ان كلاً من الطرفين "لا يريد ان يغدو المسؤول عن بدء المجزرة". وأوضح ان أسباب الوضع الحالي تكمن في وجود سلطتين في الشيشان "مسخادوف يحكم نهاراً وباسايف ليلاً". وأيد الجنرال اتخاذ اجراءات قاسية ضد الشيشان ولكنه نصح وزير الداخلية ب "الامتناع عن الثرثرة في هذا الموضوع".