قالت مصادر اميركية ل"الحياة" في واشنطن ان السفير السوري وليد المعلم لم يعد الى عمله في العاصمة الاميركية بعدما كانت حكومته استدعته في تموز يوليو الماضي. ولاحظت غيابه عن اجتماع الرئيس حافظ الاسد مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في الرابع من الشهر الجاري في دمشق. وعدت المصادر ذلك "مؤشراً الى تراجع الدور المباشر للسفير المعلم في المفاوضات السورية -الاسرائىلية، في مقابل تطور دور عضو الوفد السابق الدكتور رياض الداودي الذي حضر اجتماع الاسد -اولبرايت"، علماً ان المعلم والداودي شاركا في المحادثات التي جرت بين الوزيرة الأميركية ونظيرها السوري فاروق الشرع. وعزا ديبلوماسيون استدعاء دمشق سفيرها في واشنطن في حينه الى رغبة حكومته في ابعاده عن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لواشنطن في 19 تموز و"ابعاده عن اجواء قد يحلو لها ربط وجوده في العاصمة الأميركية بمفاوضات سرية ترفضها سورية بشدة"، في حين ترددت اشاعات انه "سيتسلم منصباً ارفع، وربما وزارة الخارجية، إذا كلف الشرع تشكيل حكومة" خلفاً لحكومة الدكتور محمود الزعبي. في تل ابيب دب أ ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان سورية استكملت تعيين طاقمها للمفاوضات، وكتبت أن مساعد رئيس المخابرات العامة اللواء آصف شوكت صهر الرئيس الأسد عين رئيساً للطاقم الاستراتيجي للتفاوض مع اسرائيل راجع ص3. ورجحت المصادر الاميركية ان يكون للدكتور الداودي "دور مستقبلي اكبر فيترأس وفد بلاده إذا عاودت سورية واسرائىل المفاوضات" التي توقفت مطلع 1996، علماً ان الداودي شارك في محادثات "واي بلانتيشن". واشارت الى احتمال رئاسة اوري ساغي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الوفد الاسرائيلي لاسباب اربعة هي:"الثقة القائمة بينه وبين باراك، ومشاركته في محادثات "واي بلانتيشن"، وخبرته الامنية خصوصاً ان التوقعات تشير الى ان المفاوضات المقبلة ستركز على الترتيبات الامنية في الجولان بعد الانسحاب الاسرائيلي، واعتذار رئيس الوفد السابق ايتامار رابينوفيتش عن عدم رئاسة الوفد مفضلاً البقاء في رئاسة جامعة تل ابيب". وقالت ان المفاوضات، في حال استئنافها، لن تجرى في "واي بلانتيشن" بسبب اعتراض السوريين على هذا المكان الذي شهد توقيع الفلسطينيين والاسرائيليين اتفاق "واي ريفر" الذي تنتقده دمشق بشدة. واشارت إلى ان "الادارة الاميركية تفكر في احد المنتجعات في ولاية فرجينيا القريبة من واشنطن لاستضافة المفاوضات المقبلة". في دمشق، اعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان الرئيس جاك شيراك اتصل مساء اول امس بالرئيس الاسد وعرضا "الاوضاع في المنطقة وعملية السلام والاتصالات الجارية في شأنها". ونقل عن الرئيس السوري تأكيده تمسك بلاده بعملية السلام و"منطلقاتها"، وعن الرئيس الفرنسي اهتمام بلاده ب"التعاون مع الجهود الدولية لاعادة اطلاق محادثات السلام". ويتوجه الوزير الشرع السبت المقبل الى نيويورك للقاء اولبرايت ربما في واشنطن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، في اطار استمرار الاتصالات للبحث عن صيغة تؤدي الى استئناف المفاوضات السورية - الاسرائىلية. وكان الشرع اعلن بعد لقائه اولبرايت في الرابع من الجاري انها لم تحمل معها "الاخبار الطيبة" التي كانت تنتظرها دمشق، لكنه اشار الى ان بلاده "لاتزال تأمل بان تأتي هذه الاخبار الطيبة" في اشارة الى "اقرار" الادارة الاميركية وباراك ب"وديعة" رئيس الوزراء السابق اسحق رابين المتعلقة بالانسحاب الكامل من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967 اساساً لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت عام 1996.