قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" في واشنطن ان شخصيات اميركية تجري "اتصالات تمهيدية" مع الرئيس حافظ الاسد ورئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك لتقريب وجهات النظر بين سورية واسرائيل ازاء استئناف مفاوضات السلام عشية وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في بداية الشهر المقبل. الى ذلك، توقعت المصادر ذاتها في واشنطن ان يكون الدور الاميركي على المسار السوري-الاسرائىلي "على مستوى عالٍ" يتجاوز المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس ومسؤول الشرق الاوسط في الخارجية الاميركية مارتن انديك. وقالت المصادر "ان المفاوضات ستكون مركّزة وعالية المستوى وربما تكون على مستوى وزراء الخارجية" اولبرايت والاسرائىلي ديفيد ليفي والسوري فاروق الشرع. وزادت ان التصور الاميركي للمسار السوري يقوم على المراحل الآتية: "اولاً، اجراء اتصالات عبر السفارتين الاميركيتين في دمشق وتل ابيب وقيام شخصيات اميركية بلقاء الاسد وباراك لتقريب وجهتي نظرهما ازاء شروط العودة الى مائدة التفاوض، ذلك ان دمشق تريدها من النقطة التي توقفت عندها في بداية 1996 على اساس التزام الانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران يونيو 1967. ثانياً، قيام اولبرايت بزيارة البلدين واعلان نتائج ايجابية تؤدي على الارجح الى عودة الوفدين المفاوضين الى اللقاء في واشنطن وليس في اي دولة اخرى، رغم ان الاردن طلب رسمياً استضافة المفاوضات. ثالثاً، التمهيد لقيام الشرع بزيارة واشنطن في تشرين الاول اكتوبر المقبل على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. هنا يسعى الجانب الاميركي الى عقد لقاء بين الشرع وليفي او باراك في حال كان يمثل اسرائىل في الجمعية العامة. رابعاً، تحقيق تقدم يدفع الجانب الاميركي الى عقد لقاءات سورية-اسرائيلية تؤدي الى انجازٍ ما قبل اجراء الانتخابات الاميركية نهاية العام المقبل". وترفض دمشق الى الآن حصول أي لقاءات رسمية مع الجانب الاسرائىلي، وتنفي حصول "اي مفاوضات سرية". وقال مسؤولون سوريون اخيراً ان دمشق "لا تفاوض من تحت الطاولة" وانها "لا تملك ما تقوله في السر". وقالت المصادر الديبلوماسية في واشنطن ان رجل الاعمال اليهودي دانيال ابرامز اجتمع في بداية الشهر الماضي الى الاسد وباراك لتقريب رأي البلدين. ولا تعتبر دمشق لقاءات كهذه وقيام شخصيات بالتنقل بين دمشق وتل ابيب مفاوضات سرية. وفي دمشق، قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان السيناتورالجمهوري ارلن سبكتر سيزور سورية واسرائىل في 20 الشهر الجاري لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين تتعلق بعملية السلام.