13 كانون الأول ديسمبر 1911 كما لو أني أسحبُ الكلمات ... من هواء فارغ. المذكرات كافكا إلى فليس 1 براغ 20/21 كانون الأول 1912 غداً سأواصل الكتابة أيضاً. كافكا إلى فليس براغ 23/24 كانون الأول 1912 ماذا سيحدث، يا عزيزتي، إذا لم أكتب؟ يبدو أن الوقت قد حان لذلك. فمنذ أزيد من اسبوع لم أكتب شيئاً، واستطعت خلال العشر ليال السابقة أثناء عمل متقطع جداً، مع ذلك ان أكتب مرة واحدة. كان هذا كل شيء ... سوف لن يكون بمقدورك أن تحبيني، ليس لأني لم أكتب شيئاً لي ولكن لأني أتحول عبر اللاكتابة الى رجل خبيث، يائس وقلق لن يروق لك أبداً. كافكا إلى فليس براغ 17/18 كانون الثاني يناير 1913 لم أكتب هذا اليوم شيئاً وينتابني، بمجرد أن أضع الكتاب جانباً، احساس بالارتباك يتعقب اللاكتابة كأنه روحها الشريرة. كافكا إلى فليس براغ 18/19 شباط فبراير 1913 أرجو، يا عزيزتي، أن تساعديني في أن أعيد تنظيم كل ما أعددته في الأيام السابقة ... هذا القلق الذي يندس بداخلي يربكني فأكتب بلا مسؤولية أو أخاف أن أقدم على ذلك في أي لحظة. كافكا إلى فليس براغ 20 نيسان ابريل 1913 أظن بأنك لم تدركي جيداً أن الكتابة هي الامكانية الداخلية الوحيدة لوجودي. كافكا إلى فليس براغ 21/22 و23 حزيران يونيو 1913 ... ستكونين، بعدئذ، في عزلة رهيبة يا فليس، سوف لن تفهمي كم أحبك وسيكون صعباً علي أن أظهر لك كم أحبك. وعلى رغم ذلك، ربما، سأكون لك بشكل خاص جداً، اليوم ودائماً ... ما رأيك إذاً ... في الرجل الذي ينام حتى 7 أو 8 صباحاً، يأكل شيئاً ما بسرعة، يتنزه ساعة ثم يبدأ بالكتابة حتى 1 أو 2 ليلاً. هل ستتحملين كل هذا؟ من الرجل الذي سوف لن تعرفي عنه سوى أنه يجلس في غرفته ويكتب؟ ويقضي الخريف والشتاء على هذا المنوال؟ ... هل هذه حياة ممكنة؟ ربما، ربما هي كذلك، ولكن عليك أن تفكري في هذا الأمر جيداً. كافكا إلى فليس براغ 26 حزيران 1913 علاقتي بالكتابة وعلاقتي بالناس هي علاقة راسخة ... احتاج لأكتب الى عزلات ليس "كزاهد"، فهذا سوف لن يكون كافياً، ولكن كميّت. الكتابة في هذا المعنى هي نوم عميق، موت إذاً. 21 تموز يوليو 1913 عليّ أن أكون وحيداً جداً، فما أنجزته هو نجاح العزلة فقط. المذكرات كافكا إلى فليس براغ آب اغسطس 1913 ليس لي اهتمام أدبي وانما أنا الأدب نفسه، فأنا لست أي شيء آخر ولا استطيع أن أكون أي شيء آخر. 18 تشرين الثاني نوفمبر 1913 سأواصل الكتابة ... أنا، في الجوهر، رجل عاجز وجاهل. المذكرات كافكا الى غريته بلوخ 2 براغ 6 نيسان 1914 ثمة قوة جاذبية للعبارات، القوة التي لا يمكن للمرء أن يتملص منها. كافكا الى غريته بلوخ براغ 6 حزيران 1914 أظفر بالسكينة عبر الكتابة أكثر مما أظفر بالكتابة عبر السكينة. كافكا الى أوتلا كافكا 3 براغ 10 تموز 1914 أكتب عكس ما أقول وأقول عكس ما أفكر وأفكر عكس ما ينبغي لي أن أفكر... وهلم جرا حتى الظلام العميق. 17 كانون الثاني 1915 أدرك، بلا شك، أني لم أنتهز الوقت الكافي منذ آب. فالمحاولات الدائمة، عبر النوم الكثير في الزوال، لأتمكن من الاستمرار في الكتابة حتى العمق، ليلاً، قد كانت بلا جدوى. المذكرات 7 شباط 1915 توقف كامل. عذاب لانهائي. المذكرات 11 آذار 1915 مضت عشرة أيام وأنا لم أحقق شيئا. المذكرات 13 آذار 1915 لم أذهب الى البيت للعشاء ولم أذهب، أيضاً، الى ماكس على رغم أننا اتفقنا على أن نقضي هذا المساء معاً. الأسباب: فقدان الشهية، الخوف من العودة في المساء متأخراً. لكن، قبل كل شيء، التفكير في أني لم أكتب البارحة شيئاً. المذكرات 5 تشرين الثاني 1915 يتبدد القلق شيئاً فشيئاً ... لم أكن أريد أي شيء غير أن تكون لي امكانية الكتابة. المذكرات كافكا الى ماكس برود 4 بلانا 5 تموز 1922 الكتابة تحتويني. لكن، أليس من غير الصحيح أن نقول باحتواء الحياة لشيء من هذا القبيل؟ لا أعني من ذلك، طبعاً، ان حياتي تكون أفضل إذا لم أكتب، بل أكثر سوءاً وغير محتملة كلياً ويجب أن تنتهي بالجنون ... ربما هناك كتابة أخرى، أيضاً، لكني لا أعرف إلا هذه. في الليل عندما لا يسمح لي الخوف بالنوم ... أجلس هنا للكتابة مرتاحاً، أتأهب لكل شيء جميل وأشاهد ما الذي استطيع فعله، إذاً، ما عدا أن أكتب. هوامش: * ترجمنا هذه المختارات من رسائل ومذكرات فرانز كافكا من كتاب: Franz Kafka: Heller, Erich und Beug, Joachim Hrsg.. Muenchen 1969 1- تعرّف فرانز كافكا الى فليس باور ولدت في 1887 وتوفيت في 1960 في 13 آب 1912 ببراغ في منزل عائلة ماكس برود. كانت تعيش ببرلين حيث كانت تشتغل في احدى الشركات هناك. في 20 أيلول من السنة نفسها بدأ كافكا بتبادل الرسائل معها بشكل متواصل ومكثف، فقد بلغ عدد الرسائل التي بعث بها الكاتب الى فليس في الفترة ما بين 1912 و1917 حوالى 700 رسالة، أي بمعدل أكثر من رسالتين في اليوم الواحد. 2- صديقة لفليس باور، ولدت في 1892 وتوفيت 1944 ؟. 3- الأخت الصغرى لكافكا، ولدت في 1892 وتوفيت في 1943. كانت تحرص دائماً على أن توفر له الأجواء المناسبة للكتابة، فأعزها كافكا أكثر من أي فرد آخر في العائلة وأقام عندها بعض الوقت 1917/ 1918 في البيت الذي استأجرته في تسورا Zuerau لما وجده هناك من مودة وعناية وتفهم كبير لشخصه ككاتب 4- الصديق الكبير لكافكا ولد في 27 أيار 1884 وتوفي في 20 كانون الأول 1968، روائي وشاعر وفيلسوف وملحن ينتمي الى "دائرة براغ" مع أوسكار باوم وفلي هاز وايغون ارفين كيش وفرانز فرفيل وآخرين. ترجمها عن الالمانية: محمد أهروبا راجعها: توماس أوري