تكبدت القوات الفيديرالية خسائر فادحة في داغستان امس فيما أعلن الزعيم الاسلامي شامل باسايف اعادة انتشار قواته في المنطقة. وفي غروزني أعلن الرئيس اصلان مسخادوف التعبئة العامة وتمديد حال الطوارئ، فيما نفى رئيس الوزراء فلاديمير بوتين احتمال فرض الطوارئ في روسيا في الوقت الحاضر. وحاولت القوات الفيديرالية امس استعادة مرتفعات استراتيجية في قضاء فوتولاك، لكنها تراجعت بعد معارك وصفتها وكالة "ايتار تاس" الحكومية بأنها "ضارية"، واكدت سقوط مروحية روسية. وذكر تلفزيون "ان.تي.في" الخاص ان الفيديراليين تكبدوا خسائر كبيرة. وعلى محور آخر وسط ذاغستان استمر امس القصف الجوي والمدفعي لبلدتي كاراماخي وتشابان ماخي، وذكرت وزارة الدفاع ان قواتها سيطرت على "ثلاثة أرباع كاراماخي ونصف تشابان ماخي". واشارت الى ان عدد المقاتلين هناك انخفض من 500 في بداية العمليات الى مئتين حالياً، لكنها لم توضح هل كان المسلحون انسحبوا أو قتلوا. ومن جانبه ذكر باسايف في حديث هاتفي مع وكالة "انترفاكس" ان وحداته نفذت أمراً بإعادة الانتشار، لكنه رفض تقديم أي تفصيلات. ومعروف ان قوات باسايف كانت انسحبت من غرب داغستان أواخر الشهر الماضي بعد تكبدها خسائر كبيرة، وأعلن في حينه ان الانسحاب تم وفق خطة "الإمام حمزة" لإعادة توزيعها. وليس واضحاً ما يعني التصريح الأخير احتمال تراجع المقاتلين، الا ان خبيراً في شؤون القوقاز تحدثت اليه "الحياة" اكد ان "المناوشات ستستمر أمداً طويلاً" وقد تتخذ طابع حرب عصابات. وأشار الجنرال رسلان أوشيف رئيس جمهورية انغوشيتيا الى ان لديه معلومات تفيد باحتمال تحرك من وصفهم ب"المتطرفين" نحو جمهوريات قريبة اخرى وتوقع تأزماً حاداً على الحدود الشيشانية. الشيشان وفي غروزني اكد الرئيس اصلان مسخادوف هذا الاحتمال وطلب من كل رجل قادر على حمل السلاح "ان يهب للدفاع عن الوطن وتحويل قراه قلاعاً" وشدد على انه لن يسمح بتكرار ما حصل في بداية الحرب الشيشانية عندما تمكنت القوات الفيديرالية من دخول غروزني. ولتفادي اندلاع الحرب مجدداً عرض عقد لقاء عاجل مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن وطلب الاعتراف باستقلال الجمهورية الشيشانية، لكنه وافق على ان يكون لها "فضاء عسكري واقتصادي مشترك" مع روسيا، ووعد بأن تغدو غروزني "أهم شريك استراتيجي" لموسكو شمال القوقاز. وأشار عدد من السياسيين ووسائل الاعلام الى ان الكرملين قد يتخذ من أحداث القوقاز والانفجارات في بونياك وموسكو ذريعة لاعلان حال الطوارئ. واكدت صحيفة "كومير سانت" ان يلتسن ينوي توجيه خطاب الى الشعب في هذا الشأن بعد ايام. ونفى الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري ياكوشكين ان يكون الخطاب قد سجل، لكنه قال ان "اجراءات مناسبة" ستتخذ في حال "تأزم حاد" للوضع شمال القوقاز. ومن جانبه اشار رئيس الوزراء الموجود في نيوزيلنده الى انه "لا يرى مبررات" لإعلان الطوارئ. والى جانب أحداث القوقاز فإن "المبررات" يمكن ان تتزايد بتكرار العمليات الارهابية في المدن الروسية، على غرار الانفجارين اللذين وقعا في موسكو في غضون اسبوع واحد، وأدى الانفجار الأخير الى مصرع 92 شخصاً، فيما توقعت الصحف ان يرتفع الرقم الى 200 بعد إزالة الانقا ض. واعلنت وزارة الأمن لآلقاء القبض على شخصين يشتبه بأن لهما صلة بالحادث، ولكنها لم تكشف عن قوميتهما، الا ان غالبية السياسيين في روسيا اجمعوا على ان للحادث صلة بأحداث القوقاز.