رحب الرئيس ياسر عرفات امس بتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك بدء تنفيذ اتفاق واي ريفر مطلع ايلول سبتمبر المقبل، تمشيا على ما يبدو مع الرغبة الاميركية. وقال عرفات خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في غزة أمس: "المهم البدء في التنفيذ. نحن نرحب بهذا، كان باراك وعدني بأن يبدأ التنفيذ في شهر آب اغسطس، لكن اذا اراد ان يبدأ بالتنفيذ في ايلول فنحن موافقون، لكن المهم ان يبدأ بالتنفيذ السريع لمسائل الاسرى والميناء والقضايا الاقتصادية وبداية المرحلة الثالثة من الانسحاب وكذلك بالنسبة الى مفاوضات الحل النهائي". الا ان عرفات بدا متشككا بتصريحات باراك عندما قال: "هنالك احاديث كثيرة عن واي، لكن للأسف حتى الآن هنالك تأخير". وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني رداً على اعلان باراك خلال اجتماع الحكومة الاسبوعي امس أنه سيبدأ بتنفيذ مذكرة واي مطلع أيلول المقبل "في حال رفض الفلسطينيين اقتراحاته" المتعلقة بدمج المرحلة الثالثة من الانسحاب من الضفة الغربية بالمفاوضات النهائية، مشدداً في الوقت ذاته على أنه يرى ان هذه اقتراحات "هي السبيل الافضل لتنفيذ واي". وهذه هي المرة الاولى التي يبدي فيها الفلسطينيون مرونة ازاء سياسة باراك، خصوصا تعديل موعد بدء الانسحاب من الشهر الجاري الى المقبل. لكن عرفات لم يوضح موقفه من اقتراح باراك دمج النبضة الثالثة من اعادة الانتشار مع المفاوضات النهائية، فيما اعلن باراك انه يتوقع مزيدا من الحوار مع الفلسطينيين في شأن اقتراحه تأجيل الانسحاب الثالث ودمجه في المفاوضات النهائية. وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان الاستعدادات لتنفيذ واي ستبدأ في ايلول سبتمبر فيما يبدأ التنفيذ الفعلي في مطلع تشرين الاول اكتوبر المقبل. وفي وقت لاحق أمس، عقب مكتب باراك على ترحيب عرفات قائلاً: "ان اسرائيل سترحب وستحترم اي قرار تتخذه السلطة الفلسطينية في هذا الشأن". وأضاف ان باراك على قناعة بانه خلال المهلة المحددة، سيتم التوصل الى اتفاق مع عرفات في شأن استئناف العملية التفاوضية. وعقب وزير التخطيط الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث على تصريحات عرفات قائلا: "لم يبق للجانب الفلسطيني سوى القبول بقرار باراك" بدء التنفيذ مطلع الشهر المقبل بدل الشهر الجاري. وصرح شعث بأن السلطة الفلسطينية بلغت رسميا بقرار وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ارجاء زيارتها للمنطقة حتى مطلع شهر ايلول سبتمبر المقبل بدل منتصف الشهر الجاري "ليواكب بدء تنفيذ المذكرة". وكانت مصادر صحافية اسرائيلية ذكرت ان باراك طلب من اولبرايت في حديث هاتفي مساء الجمعة الماضي ارجاء زيارتها "الى ان يتم حل الخلافات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في شأن تنفيذ اتفاق واي". وذكرت المصادر ذاتها ان باراك معني بأن تتركز زيارة اولبرايت على استئناف المفاوضات مع سورية وليس في الوساطة بينه وبين عرفات في مسألة اتفاق واي، اضافة الى مساعيه في تحجيم الدور الاميركي على المسار الفلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" ان الجانب الفلسطيني طالب بتنفيذ مذكرة واي بأسرع وقت ممكن، لكن الخلاف يتركز على موقف باراك من تنفيذ النبضة الثالثة من الانسحاب، وهي المسألة التي يتهرب منها حتى الآن ويريد فرض مواقفه في شأنها على الفلسطينيين. ورجحت مصادر ديبلوماسية غربية ان يكون سبب موافقة الرئيس الفلسطيني على اقتراح باراك الأخير، رغبته في قدوم اولبرايت بأسرع وقت ممكن الى المنطقة لتكون شاهدة على ما يجري ولقطع الطريق امام باراك الذي يتحفظ عن التدخل الاميركي الفاعل في المسار الفلسطيني. على صعيد آخر، عين باراك اعضاء "المجلس الوزاري السياسي والامني المصغر" الذي سيضم نصف عدد وزراء حكومته 11 وزيرا. والوزراء، بالاضافة الى باراك الذي يشغل منصب وزير الدفاع ايضا، هم ديفيد ليفي الخارجية وشمعون بيريز التطوير الاقليمي وابراهام شوحاط المال وشلومو بن عاميالامن الداخلي ويوسي بيلين العدل وقادة الكتل البرلمانية المشاركة في الائتلاف الحكومي ايلي يشاي شاس ويوسي ساريد ميرتس وناتان شارانسكي اسرائيل بعليا واسحق موردخاي الوسط واسحق ليفي مفدال. وعين باراك كلا من الوزير حاييم رامون والوزير بنيامين بن اليعاز وميتان فلنائي وامنون شاحاك بصفة مراقبين. وقالت مصادر اسرائيلية ان باراك لن يستشير جميع اعضاء مجلسه الوزاري المصغر في ما يتعلق باتخاذ قرارات سياسية وامنية عاجلة، مشيرة الى انه سيتشاور مع ثلاثة أو أربع وزراء فقط على الأغلب، فيما انتقد ساريد العدد الكبير الذي يتكون منه المجلس المصغر.