قالت مصادر ديبلوماسية غربية في واشنطن ل"الحياة": "ان الرئيس بيل كلينتون يدرس امكان زيارة الشرق الاوسط في تشرين الثاني نوفمبر اذا اقتضى الامر تدخله مع سورية واسرائيل لاطلاق عملية التفاوض". واضافت ان القرار في هذا الشأن يتوقف على نتائج الزيارة التي تقوم بها وزيرة خارجيته مادلين اولبرايت للمنطقة يوم الثاني من الشهر المقبل، وهو موعد لم يعلن رسمياً بعد. ووجهت اولبرايت امس دعوة الى الجانب الفلسطيني لزيارة واشنطن بهدف اجراء محادثات تتناول تطبيق اتفاق واي ريفر ومقترحات بدء مفاوضات المرحلة النهائية. ومن المرجح ان يتوجه الى واشنطن نهاية الاسبوع المقبل وفد فلسطيني عالي المستوى يضم امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس ابو مازن وكبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ان الجانب الاميركي اجرى محادثات جيدة جدا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك خلال زيارته لواشنطن قبل اسبوعين، "لكننا لم نر الفلسطينيين مباشرة والوزيرة ترى انها ستكون فكرة جيدة دعوتهم الى هنا من اجل مناقشة القضايا التي تهمهم ولنكون في وضع يسمح لنا بمساعدة الاطراف في صنع القرارات من اجل وضع العملية السلمية على مساراتها"، مشيراً الى ان من المنطقي عقد الاجتماع قبل زيارة اولبرايت للمنطقة نهاية آب اغسطس او مطلع ايلول سبتمبر المقبل. في غضون ذلك، التقت اولبرايت وزير العدل الاسرائيلي الزائر يوسي بيلين الذي كان مقررا ان يلتقي ايضاً مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي ساندي بيرغر ووزيرة العدل جانيت رينو لمحادثات تتناول الجاسوس الاميركي الذي عمل لحساب اسرائيل جوناثان بولارد وتسليم المشتبه به صامويل شينبين. كما لتوضيح الموقف الاسرائيلي من الاتهامات الاميركية حول القرصنة التكنولوجية. ويأتي الحديث عن دعوة مسؤولين فلسطينيين الى واشنطن في وقت ما تزال فيه مسألة الجدول الزمني لتنفيذ اتفاق واي مثار خلاف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي اللذين عقدا مساء اول من امس اول لقاء علني لهما منذ اسبوعين حضره كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وممثل باراك المحامي جلعاد شير. واقتصر اللقاء على عرض اوراق فلسطينية خاصة باستحقاقات واي، فيما طرح الجانب الاسرائيلي "سيناريوهات" مختلفة للتنفيذ. وغداة اللقاء، اكد الرئيس ياسر عرفات خلال استقباله رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة ان المحادثات مع الجانب الاسرائيلي غير مثمرة، مشددا على رفضه ادخال اي تعديل على تنفيذ اتفاق واي، فيما اعرب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن عن تفاؤل بحسم المسألة والتوصل الى اتفاق قريباً. اما صحيفة "جيروزاليم بوست" فكتبت امس ان باراك تراجع عن اصراره على دمج النبضة الثالثة من اعادة الانتشار الثاني للجيش الاسرائيلي بمفاوضات الحل النهائي، فيما اشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" الى ان الفلسطينيين وافقوا مبدئياً على تأجيل بدء تطبيق واي الى منتصف ايلول سبتمبر بعدما كانوا يطالبون ببدء التنفيذ مطلع الشهر، وذلك في مقابل التوصل الى "جدول زمني مفصل لتطبيق كل بنود واي"، بما فيها الانسحابات، مشيرة الى ان الخلافات تتناول "موعد الانتهاء" من تنفيذ واي والتي حددتها السلطة الفلسطينية بمنتصف كانون الاول ديسمبر فيما تريدها اسرائىل في شباط فبراير العام المقبل.