تنطلق في أواسط آب أغسطس الجاري يخوت و زوارق شراعية من ميناء طولون الفرنسي إلى ميناء بنزرت التونسي في الدورة التاسعة للسباق السنوي الذي يطلق عليه "طريق الياسمين". وتتوقف الزوارق المشاركة في السباق، والتي يقدر عددها بثمانين زورقا سياحيا في محطتين هما ميناء كارلفورتي في جزيرة سردينيا وميناء تراباني في صقلية، قبل الوصول إلى بنزرت. ويعتبر عدد المشاركين هذا العام قياسيا منذ إنطلاق السباقات عام 1991 ما يدل على نجاح هذه الصيغة السياحية الرياضية في إستقطاب أعداد متزايدة من السياح الأوروبيين سباقات ويندرج سباق الزوارق بين طولون وبنزرت في إطار سباقات أخرى تتيح للموانئ الترفيهية التونسية إستقبال زوارق السياح الآتية من أوروبا في زيارات جماعية. واستقبل ميناء مدينة القنطاوي السياحي في هذا الإطار أخيراً، المشاركين في الدورة الثانية لسباق الزوارق بين فاليتا مالطا والقنطاوي يرافقهم وزير السياحة المالطي ريفالو مايكل الذي أجرى محادثات في القنطاوي مع نظيره التونسي صلاح الدين معاوية ركزاها على وسائل تعزيز التعاون السياحي على الصعيدين الثنائي والثلاثي مع إيطاليا لإستكشاف الأسواق السياحية البعيدة في اليابان والولايات المتحدة وأستراليا ووضع خطط مشتركة لإستقطاب سياح يزورون البلدان الثلاثة في رحلة موحدة. وإلى سباق فاليتا - القنطاوي الذي شارك فيه 200 سائح إستقبلت مدينة طبرقة شمال الشهر الماضي المشاركين في سباق فريجوس ميناء فرنسي وطبرقة وعددهم 115 سائحاً أتوا على متن 25 يختا شراعياً. وأقيمت حفلة في فندق "ميموزا" تسلم خلالها الفائزون بالسباق جوائز، فيما غطت القناة التليفزيونية الفرنسية الثالثة أطوار السباق منذ الإنطلاق إلى حفلة توزيع الجوائز. روما - قرطاج وسعيا الى استعادة صفحات التاريخ العتيق بين روماوقرطاج الفينيقية أرسى التونسيون والإيطاليون تقليداً جديداً إعتباراً من السنة الجارية تمثل في تسيير رحلة للزوارق الشراعية بين ميناء فيوميتشينو في ضواحي روما وميناء سيدي بوسعيد المجاور لقرطاج. لكن بعدما كان الرومان يشدون الرحال إلى قرطاج لخوض الحروب صاروا يأتون اليوم سياحاً وتتوقف زوارقهم في ميناء "فنتوتيني" في صقلية التي كانت مسرحاً لصراع على النفوذ بين الدولتين القرطاجيةوالرومانية لتنضم إلى القافلة زوارق أخرى من مدن جنوبإيطاليا. وقدر عدد المشاركين في الدورة الأولى التي جرت الشهر الماضي بنحو 150 سائحاً إيطالياً، فيما قدر عدد الزوارق واليخوت ب30 زورقاً ويختاً خاصاً ورافقها طاقم من الصحافيين من القنوات الإيطالية والمجلات والصحف المتخصصة بالسياحة والإكتشافات التاريخية. موانئ ترفيهية وحفز نجاح السياحة البحرية التونسيين على إقامة شبكة من الموانئ البحرية على إمتداد السواحل التي يقدر طولها ب1300 كيلومتر. ويعتبر الميناء الترفيهي "القنطاوي" أقدم ميناء في نوعه في تونس إذ أنشئ في العام 1979 بتمويل من الحكومة التونسية وصندوق أبو ظبي للتنمية ومجموعة من المصارف. وشكلت الإحتفالات التي أقيمت أخيرا لمناسبة الذكرى العشرين لإنشائه فرصة لقياس دوره في تنشيط السياحة في المنطقة، فهو يستطيع إستقبال 340 يختاً وزورقاً سياحياً في وقت واحد، وأنشئت في محيطه مدينة سياحية سعتها 13 ألف سرير، وهي تشمل ملعباً للغولف ومجمعاً للفنادق الراقية والشقق والفلل والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية. ويعتبر ميناء القنطاوي واحداً من ستة موانئ ترفيهية في تونس هي الميناء السياحي في المنستير وهي إحدى المدن السياحية الرئيسية، وميناء سيدي بوسعيد الذي يقع في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس في محيط مدينة قرطاج التاريخية، وميناء بنزرت الذي يقع داخل المدينة التاريخية التي أنشأها الأندلسيون وطورها الأتراك، وميناء طبرقة القريب من الحدود التونسية - الجزائرية عشرة كيلومترات فقط والذي يتفيأ ظل حصن جميل أنشأه الغزاة الآتون من جنوة في القرن السابع عشر فوق جزيرة صغيرة تقع قبالة مدينة طبرقة. ميناءان جديدان إلى الموانئ الستة القائمة حاليا يجرى العمل على إنشاء ميناء ترفيهي كبير جنوب مدينة الحمامات، سيكون جاهزا لاستقبال اليخوت العام المقبل. ويمتاز هذا الميناء بخدماته المتطورة، وبكونه يندرج في مشروع أوسع يتمثل ببناء مدينة "ياسمين الحمامات" السياحية التي جددت شباب الحمامات القديمة بحدائقها الخضراء وشوارعها الفسيحة وفنادقها ذات الأربع والخمس نجوم وجاداتها الراقية المحاذية لساحل البحر. كذلك يخطط التونسيون لإنشاء ميناء مماثل في قمرت، الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، بعدما باتت المنطقة أحد أهم مراكز السياحة الراقية في البلد، وهي تضم سلسلة فنادق فخمة بينها "البالاس" و"الريزيدنس" و"خامسة" و"غولدن توليب قرطاج" الذي تديره مجموعة هولندية على ان يفتح أبوابه في الخريف. وقال مسؤولون في "الديوان الوطني للسياحة" إن الموانئ الترفيهية تلعب دوراً مهماً في جعل السياحة المحلية تنتقل من التركيز على الفئات الشعبية إلى إستقطاب الفئات العليا من السياح الأكثر إنفاقاً.