تطورت ضاحية قمرت شمال العاصمة تونس الى مركز للسياحة الراقية في السنوات الاخيرة بعد انشاء سلسلة فنادق فخمة كرست تجاوز مرحلة "السياحة الشعبية" التي كانت تعتمد على استقطاب الموظفين الاوروبيين الذين يمضون اجازاتهم في تونس بأسعار زهيدة. وميزة المنطقة الجديدة انها تقع على السواحل الرملية الجميلة للضاحية الشمالية وفي موقع قريب من مدينتي قرطاج وسيدي بوسعيد التاريخيين مايتيح الجمع بين السياحة الثقافية والاستمتاع بهدوء البحر في آن معاً. وبات السياح يفضلون هذه المنطقة لقربها من مطار قرطاج الدولي الذي يبعد عنها عشرة كليومترات فقط وكذلك من ميناء سيدي بوسعيد الذي يستقبل اليخوت والسفن الخاصة. وشجع الاقبال على الفنادق الاولى التي انشئت في قمرت على انشاء مزيد من المجمعات السياحية فبعد فندق "لو بالاس" ذي النجوم الخمس، الذي انشأته "شركة الخليج للسياحة"، اقامت "شركة منتزه سواحل قرطاج" التي يملكها مستثمرون سعوديون مجمعاً سياحياً يتألف من فندق من فئة خمس نجوم 600 سرير وشقق مفروشة 450 سريراً ومركز ترفيهي يضم ملاعب ومطاعم ومحلات تجارية. وستتولى مجموعة "غولدن توليب" الهولندية ادارة المجمع السياحي لمدة عشرة اعوام. كذلك انشأ رجال اعمال سنغافوريون وتونسيون فندق "ذي ريزيدنس" الذي يتميز بهندسته وديكوره المقتبسين من العمارة المحلية والتراث العربي الاسلامي. والى جانبه اقيمت فنادق جديدة من فئة خمس نجوم ابرزها "لو فيبوس" و"خامسة" الذي تديره مجموعة "كورنثيا" المالطية. ونشّطت الفنادق الراقية الحركة السياحية في المنطقة اذ اقيمت مشاريع ترفيهية تكمل الفنادق وتستجيب لحاجات فئات عليا من السياح مثل مركز المعالجة بالمياه في فندق "ذي ريزيدنس" و"كازينو كيلوباترة" في مجمع فندق "لو بالاس" والمركز الرياضي والترفيهي في مجمع منتزه قرطاج الذي يضم ملاعب للتنس والبولينغ والمسابح وقاعات رياضة مختلفة الى جانب كورنيش للتنزه على هضبة قمرت يطل على البحر ومدن قرطاج والمرسى وسيدي بوسعيد من ارتفاع 70 متراً. ويتوقع ان تتوسع المدينة السياحية في قمرت بسبب كثرة الفنادق التي يجري انشاؤها فيها، وقد تحولت في السنوات الاخيرة الى مركز لسياحة المؤتمرات بسبب توافر قاعات كبيرة ومجهزة بالوسائل الحديثة في فنادقها وكذلك بسبب قربها من المطار ومن وسط العاصمة حيث مقر الشركات والوزارات.