أمضى السعوديون ليلة هادئه اختفت عنها مظاهر الاحتفالات بعدما تابعوا منتخبهم الذي تلقى اكبر هزيمة في تاريخة اثر خسارته امام البرازيل 2-8 في الدور نصف النهائي من بطولة القارات المقامة حالياً في المكسيك. وبرغم الرقم المزعج الذي وصلت اليه النتيجة الا ان انصار الاخضر فضلوا التغني بهدفي نجمهم الجديد مرزوق العتيبي وتوجيه الانتقادات للمدافعين بعيداً عن اجواء الغضب والحزن والاستياء التي تلت الخسارة امام المكسيك في اولى مباريات المنتخب في البطولة. ورغب الشارع الرياضي عقب مباراة البرازيل في تناسي الهزيمة خصوصاً وان المذاق "الحلو" لتأهل المنتخب الي الدور نصف النهائي لازال عالقاً بالأذهان رغم المرارة التي سببتها الاهداف البرازيل الثمانية. ويبدو انه كانت هناك قناعة باكرة بان الوصول الى الدور نصف النهائي يعد انجازاً في حد ذاته للكرة السعودية خصوصاً وانه جاء بعد فوز كبير على منتخب مصر بطل افريقيا. الجماهير السعودية التي تجمعت بكثافة في المقاهي الشعبية وصالات الفنادق والاندية انفضت عقب اللقاء بهدوء، الا ان همهمات كانت تسمع من البعض: "مرزوق العتيبي... الامطار... اخطاء الدفاع... ماتشالا... الي اخره". واللافت ان بروز النجم الجديد مرزوق العتيبي خفف كثيراً من اثار الصدمة واشاع روحاً من التفاؤل بامكانية تشريف الكرة السعودية في المناسبات الدولية المقبلة. لكن هذا لم يمنع الجماهير من ان توجه انتقاداتها الى خط الدفاع الذي تدنى مستواه بشكل رهيب وبدا تنظيمه هزيلاً. وتساءل محبوا الاخضر عن سبب الهزيمة الثقيلة رغم غياب جل نجوم البرزيل امثال روماريو ورونالدو وروبرتو كارلوس وغيرهم... خصوصاً انه وفي وجودهم لم يتمكنوا من تسجيل اكثر من 3 اهداف في بطولة القارات الثالثة عام 1997 وبعد ان طرد الحكم المدافع عبدالله سليمان. وارجع الكثيرون الخسارة الى الامطار التي لم يتعود السعوديون على اللعب تحتها بيد ان التفسير لم يكن مقنعاً للكثيرين. وتذكرت الجماهير ان المدرب التشيخي ميلان ماتشالا لم يعد الجماهير بتحقيق المعجزات ومع هذا وصل بمنتخبه الى الدور نصف النهائي، وصارت لديه قناعة بأنه نجح في اقناع الكثيرين بما يمكن ان يصنعه مستقبلاً. وقدم ماتشالا المهاجم مرزوق العتيبي نجماً جديداً للكرة السعودية وهو ما فعله مع الكرة الكويتية عندما قدم بشار عبدالله الذي تتهافت الاندية العربية على ضمه وتوجه اخيراً الى لندن للتدريب في صفوف فريق تشلسي الشهير تمهيداً لانتقاله اليه من الهلال السعودي. واشارت الجماهير الى ان ماتشالا حقق انسجاماً وتوازناً مهماً بين اللاعبين الشباب رغم انه لم يمض فترة طويلة مع السعوديين. ولفت مرزوق العتيبي انظار انصار المنتخب واقنعهم بانه امهر مهاجم على الاطلاق حتى ولو احتج سامي الجابر او عبيد الدوسري، ويكفي ان العتيبي احرز 6 اهداف في اول ظهور له مع المنتخب. وبالتأكيد ستبقى ذكرى المشاركة السعودية في بطولة القارات طويلاً في الاذهان بحلوها ومرها وربما اصبح العتيبي وهدفاه في مرمى البرازيل اسطورة تتحدث عنها الاجيال. الشارع السعودي يكاد يجمع عقب مباراة البرازيل ان منتخبه كان بامكانه تقديم نتيجة جيده لولا اخطاء الدفاع وسلبية المدرب ماتشالا في معالجتها، لكن عرضاً باهتاً قدمه المنتخب السعودي في الشوط الثاني لايلغي المستوى الجيد الذي ظهر به خطا وسطه وهجومه في الشوط الاول.